التجديد في الأوزان والقوافي الشعرية في العصر العباسي الأول

الأمة الإسلامية مرت بالكثير من المراحل وقام المسلمون بالعديد من الفتوحات، وشهدت الأمة الإسلامية فترة من الازدهار في العصر العباسي  الأول فهو مقسم لعصرين العصر العباسي الأول والعصر العباسي الثاني، وظهرت العديد من الأغراض الشعرية الحديثة، ومن خلال موقعنا منصتك سنتعرف على التجديد في الأوزان والقوافي الشعرية في العصر العباسي الأول.

التجديد في الأوزان والقوافي الشعرية في العصر العباسي الأول

لقد ظهر في العصر العباسي الأول الكثير من التجديدات في الأغراض الشعرية، لم يكن كان متعارف عليها من قبل، وفي التالي ذكره سنتعرف على هذه الأغراض:

اقرأ أيضًا:ابيات شعرية تبدا بحرف الياء  اجمل ما قيل في حرف الياء ي

1- الهزل والتهكم

لقد تم تطوير شعر التهكم والهزل، فهو يجعلك تشعر بالمرح ويروح عن النفس فكان يقوم أحد الشعراء الذي يختص بحس الفكاهة  ويقول شعر به تهكم وهزل، عندما يجتمع الناس في المساء ويناظرون كل يوم ما الذي سوف يقوله الشاعر، وعلى من سيسخر اليوم كما أنها تحتاج مفردات ولغويات سهلة وبسيطة؛ حتى يفهمها الجميع ويزداد جمالها الفكاهي، فيقول الشاعر:

لكَ يا صديقي بغلةٌ لَيسَتْ تُساوي خَرْدَلَهْ مِقدارُ ***خَطوَتِها الطّويـلَةِ حينَ تُسرِعُ أُنْمُلَهْ
إن الشاعر هنا يسخر من الدابة  التي يملكها صاحبه، فهي على الرغم من كونها قوية وذات حجم كبير إلا إنها كسولة وترفض السير بسرعة، وعندما تخطو بقدميها الطويلة، لم يكن لديها القدرة أن تصل لسرعة النملة التي تتميز بصغر حجمها وخطواتها البسيطة.

اقرأ أيضًا:موضوع تعبير عن الشعر بالعناصر مع المقدمة والخاتمة جاهز للطباعة

2- الزهد والتصوف

لقد كان هناك الكثير من الأشخاص في العصر العباسي يعيشون حياة مليئة بالترف والثراء الفاحش وكانوا يتقلدون الفرس والروم في أنهم كانوا يأكلون في أطباق وملاعق من الذهب، ويرتدون ثياب من حرير، بالإضافة لشرب الخمر وأدخلوا الحفلات الغنائية وغيرها من الأمور، إلا أن هناك أشخاص أدركوا أن هذه الحياة فانية لا بد لنا من اعتزالها والبعد عن مظاهر الترف والنعيم والزهد في الحياة، مع العلم ن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالاحتراس من الانغماس في ترف الحياة ولمنه أيضًا أوصانا بأن نتنعم بالنعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا، وأن يكون لدينا قناعة، ونتمتع بالصلاح والورع، ومن أشهر الشعراء في العصر العباسي الذين تحدثوا عن غرض الزهد والتصوف أبي العتاهية فلقد قال في أحد قصائده:

يا بائـع الديـن بالدنيـا وباطلهـا  *** ترضى بدينـك شيئـاً

ليس يسـواهُ حتى متى أنـت في لهـوٍ وفي لَعِـب   ***والموت نحوك يهـوي فاغـراً فـاهُ

إن الشاعر هنا يحذر الشخص الذي أخذته الدنيا وألهته عن دينه، فإن الدنيا مليئة بمظاهر الترف وعندما ينغمس الإنسان فيها لا يشعر بنفسه؛ فإن نفس الإنسان أمارة بالسوء؛ لهذا يجب علينا أن نراقب أنفسنا لأن الإنسان لا يضمن حياته ولا يعر ف موعد موته فلا بد أن يكون على استعداد والعمل لأخرته.

اقرأ أيضًا:قصائد مدح الشيوخ والأمراء

3- الوقائع الحربية

في العصر العباسي خناك الكثير من الحكام قاموا بالتزوج من نساء في الفرس والروم فظهرت قبائل جديدة، وأصبح هناك مصاهرة، كما أنهم استعانوا بالجيش التركي لمساعدتهم في الكثير من الحروب، فظهرت ألفاظ ولغويات جديدة في الألفاظ المستخدمة في الحروب، كما أن هناك العديد من الشعراء الذين كان لديهم حب الاطلاع على علم الفلسفة والقراءة في أعمال الآخرين، وكان من أكثر الشعراء شهرة في الاطلاع واستخدام ألفاظ لم يتعرف عليه من قبل بعضها كانت ألفاظ وحشية وبعضها كان غامض صعب فهمها الشاعر الكبير البحتري وأبو تمام

4- الشعر التعليمي

لقد اهتموا بالتعليم كثيرًا  خاصة ظهور المدارس التي كانت بدأت في  الانتشار، وكان الحاكم يقوم باستحضار المُؤدب أي المعلم؛ حتى يقوم بتعليم أبنائه وتربيتهم تربية قويمة وصحيحة، كما انتشرت مجالس العلم والأدب؛ وذلك لتهذيب النفوس ويسهل على طلاب العلم تعلم الكثير من العلوم الهامة مثل
علم النحو والفقه، بالإضافة لعلوم اللغة، وتعلم جميع العلوم الخاصة بالقرآن والدراسات الإسلامية مثل علم الحديث، وعلم القرآن، فيقول الشاعر أبان اللاحقي:

هذا كتاب الصوم وهو جامع *** لكل ما قامت به الشرائع

فرمضان شهره معروف ***وفرضه مفترض موصوف

إن الشاعر هنا في هذه الأبيات يتحدث عن كتابه في الصيام ويقول إن الصيام فرض، وهذا الكتاب يجمع به كل ما يخص الصوم فهو فرض فرضه الله سبحانه وتعالى على كل مسلم بالغ قادر عاقل، فيجب التعرف على كل ما يخصه، فالله فرضه علينا في شهر رمضان المبارك.

الشعر من الأمور التي اشتهر بها العرب فكان العرب في عصر الجاهلية كانوا لا يجيدون القراءة والكتابة إلا  أنهم كانوا يتحدثون شعرًا وعرف عنهم البلاغة والألفاظ العربية الأصيلة التي كان يصعب فهمها إلا من خلال تحليلها جيدًا، ولكن مع كثرة الفتوحات الإسلامية حدث تطورًا كبيرًا في أغراض الشعر العربي.