تجربتي مع سورة الكهف.. أسرار سورة الكهف للرزق

تجربتي مع سورة الكهف تعد واحدة من أعظم التجارب التي كلما تذكرتها شعرت بامتنانٍ وسعادة، ولو ظللت عمري بأكمله أشكر الله عليها ما وفّيت حقه في الشكر، فلقد استخدم الله تلك السورة ليخرجني من غياهب الظلمات والفقر إلى نور الغنى والرزق، لذلك عبر موقع منصتك أشارككم أسرار سورة الكهف للرزق.

تجربتي مع سورة الكهف

أنا رجل في الأربعينيات من عمري، متزوج ورزقني ربي بطفلين وأعيش مع أسرتي البسيطة في جوٍ هادئ لا نشغل بالنا بأحدٍ، أحاول بقدر الإمكان أن يكون بيتي قائمًا على طاعة الله ورضاه.

هذا بعينه ما أزرعه في نفوس أطفالي قائلًا: “مهما سُدت أمامكم الطرق وأُظلمت إياكم أن تتبعوا خطوات الشيطان ولو أغواكم ببصيص نور، والله إن ظلام برضا الله أمان ونور بغضبه لهو خسران مبين”.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الدعاء بالجمال.. أصبحت جميلة بالدعاء

أسرار سورة الكهف للرزق

لم أكن أعلم أن ما كنت أُعلمه لأولادي طيلة تلك السنوات سأكون على موعد لأُختبر أنا فيه؛ فأنا أعمل في شركة ما في أحد الأقسام الإدارية في وظيفة حساسة جدًا حيث إن إمضاء مني تتوقف عليه أمور كثيرة.

ذات يوم جاءني أحد العملاء يخبرني أن له مصلحة في شركتنا وورقه سوف يأتي تحت يدي وأنه يرغب في أن “أتوصى به” لم أفهم مقصده حتى رأيت الورق وعلمت أن به كوارث، وعليه رفضت الإمضاء عليه ومنعت خروج شحنته عبر شركتنا.

لم أكن أعلم أنني في صدد ابتلاء عظيم، وأن هذا الشخص لها سلطة كبيرة لدرجة أنه هددني مباشرة، إما أن أوافق على ورقه وأمضي عليه وإما سيقطع عيشي من هذا المكان.

فضل سورة الكهف يوم الجمعة

لا أخفيكم سرًا أنني للحظة فتنت، وخفت ألا أجد مصدر رزق في تلك الظروف الصعبة، وأيقنت أن رضا الله ليس بالأمر الهين بل إن ثمنه غالٍ جدًا، لكن والحمد لله الذي هداني، وذكّرني بأن الفضل هو فضله، وأن الرزق بيده، وأن رضاه بالفعل ليس بالهين وثمنه غالٍ…ثمنه الجنة.

تركت عملي مرضاة لربي ورجعت إلى بيتي وأخبرتهم أن والدكم اليوم أصبح بلا عمل لكن ربكم حيٌ لا يموت، ودلفت إلى غرفتي أبكي مثل الأطفال، أناجي ربي وأدعوه أن يفرّج كربي.

من حسن حظي أن هذا اليوم كان الخميس وتحديدًا بعد وقت المغرب، لذلك ذهبت إلى مصحفي وبدأت في قراءة سورة الكهف التي بدأتها بالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، نعم فهو أعظم نعمة رزقني الله بها.

صرت أتلو الآيات وأرى كيف يقص الله علينا القصص التي تبدو في ظاهرها ابتلاء عظيم إلا أن في باطنها كل الخير، انظر لأمر أصحاب السفينة التي خرقها لهم الخضر وهم لا يعلمون أن الله نجاهم من هذا الجائر.

وانظر لحالي حينما أصبحت بلا عمل بسبب صاحب سلطة ظالم ومتعسف وكل ذلك لأنني أخشى غضب الله، دعوت الله بقلب متألم ألا يفتنني في ديني، أن يرزقني الصبر على ما لم أحط به خبرًا، أن يفتح لي أبواب الرزق وأن يدبر لي أمري مثلما دبر أمور عباده المذكورين في سورة الكهف.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع قيام الليل والاستغفار.. هل فعلا قيام الليل يحقق المعجزات؟

 فوائد سورة الكهف

خلال أقل من شهر قرأت فيهم سورة الكهف أربع مرات تقريبًا، وفي كل مرة أخبر نفسي أن الصبر سيخلفه الجبر، وقبل أن ينتهي مخزون مدخراتي توسلت إلى الله كثيرًا ألا يكسرني أمام أسرتي حينما لا أستطيع أن ألبي لهم احتياجاتهم.

فوجئت ذات يوم بمديري السابق يهاتفني ويخبرني بأنه يرغب في عودتي إلى الشركة، وفي الحقيقة أنني رفضت وأخبرته بكل القصة التي كنت أظن أنها يعرفها بل ومشترك فيها.

لكنها فاجئني بأنه لا يعلمها وأن أعوان لديه هم من دبّروا هذه المكيدة وأخبروه أنني من استقلت، إلا أن الله ردّ كيدهم في نحورهم، وكشف أمرهم وردّ لي اعتباري دون حول مني ولا قوة.

عدت إلى عملي في اليوم التالي، وجلست في مكتبي بعد أنا أعدّ لي المدير حفلة صغيرة وكافئني معنويًا وماديًا، وها أنا ذا أسرد تجربتي مع سورة الكهف التي تعلمت منها أن كل ٌ منا لديه كهف هو فيه ولن يخرج منه إلا بالاستعانة بالله والتوكل عليه بحق.

شاهد أيضًا

على قدر ما تبدو تجربتي مع سورة الكهف غريبة نوعًا ما، إلا أنها تظل واحدة من سلسلة الحكايات التي لا تنتهي من معجزات وبركة القرآن الكريم الذي غفلنا عنه ولا نستفيق إلا بابتلاء يُرجعنا إليه.