حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب

حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب؟ ما فضل الإنصات لخطبة الجمعة؟ هناك الكثير من الأحكام المتداولة عن خطبة الجمعة التي يتم إلقاؤها بين المسلمين والتي يوجد لها أهمية كبيرة في وعظ الناس، لذا يسلط موقع منصتك الضوء على أحكام صلاة الجمعة.

حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب

يجب الإنصات إلى خطبة الجمعة مثل وجوب صلاة الجمعة نفسها وذلك بإجماع أنصار المذاهب الفقهية الأربعة، إذ إنه لا يُسمح بالكلام في خطبة الجمعة لأي سبب كان فالإنصات واجب ولا يجوز الكلام أبدًا والإمام يخطب.[1]

كما أنه لا يجوز رد السلام وتشميت العاطس، الجدير بالذكر أن عدم جواز الكلام امتد حتى يصل إلى عدم الجواب على سؤال شرعي، وذلك تبعًا لحديث شريف يقول:

“جلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا على المِنبرِ، فخَطَبَ النَّاسَ، وتَلا آيةً، وإلى جَنبي أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، فقُلتُ له: يا أُبَيُّ، متى أُنزِلَتْ هذه الآيةُ؟ قال: فأبى أنْ يُكلِّمَني، ثُمَّ سَأَلتُه فأبى أنْ يُكلِّمَني حتى نَزَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لي أُبَيٌّ: ما لك مِن جُمعتِكَ إلَّا ما لَغَيتَ، فلمَّا انصرَفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِئتُه فأخبَرتُه، فقُلتُ: أيْ رسولَ اللهِ، إنَّكَ تَلَوتَ آيةً وإلى جَنبي أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، فسَأَلتُه: متى أُنزِلَتْ هذه الآيةُ؟ فأبى أنْ يُكلِّمَني حتى إذا نَزَلتَ زَعَمَ أُبَيٌّ أنَّه ليس لي مِن جُمعتي إلَّا ما لَغَيتُ؟ فقال: صَدَقَ أُبَيٌّ، فإذا سَمِعتَ إمامَكَ يَتكلَّمُ فأَنصِتْ حتى يَفرُغَ” [الراوي: أبو الدرداء – المصدر: تخريج المسند لشعيب].

اقرأ أيضًا: حكم صلاة العيد في البيت

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة لابن باز

بعد التعرف على حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب يمكن التعرف على حكم التحدث أثناء خطبة الجمعة لابن باز، إذ إنه قال:

” لا يجوز الكلام والإمام يخطب مع الناس، لا مع العاطس ولا مع غيره، الواجب الإنصات لسماع الخطيب، إلا مع الخطيب لا بأس، إذا أراد أن يسأل الخطيب عن شيء، أو ينكر عليه شيئاً أخطأ فيه يجب إنكاره، فالكلام مع الخطيب لا بأس، والخطيب لا بأس يتكلم هو؛ لأن هذا من جنس خطبته، أما الناس فيما بينهم فلا“.

فضل الإنصات لخطبة الجمعة

في صدد التطرق إلى معرفة حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب يمكن القول إن المسلم ينال أجر خطبة الجمعة عند الاستماع لها، وجاء هذا في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

“مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمع وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ، وزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، ومَن مَسَّ الحَصَى فقَدْ لَغا” [الراوي: أبو هريرة – المصدر: صحيح مسلم] والمقصود في صلاة الجمعة الصلاة والخطبة معًا.

كما أنه هناك حديث آخر يقول: “مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ” [الراوي: أبو هريرة – المصدر: صحيح مسلم] لذلك فإن صلاة الجمعة فرصة عظيمة لتكفير الذنوب بكامل شعائرها.

اقرأ أيضًا: حكم تركيب الرموش ابن باز

متى يجوز الكلام أثناء خطبة الجمعة

استكمالًا لمعرفة حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب يمكن القول إنه هناك الكثير من الحالات التي يمكن فيها الكلام أثناء خطبة الجمعة بإجماع الفقهاء، وتمثلت تلك الحالات في الآتي:

• يمكن الكلام بين الإمام مع المأمومين إذا كان هناك حاجة لذلك، ولا يعد هذا لغوًا، وذلك تبعًا للحديث الشريف: “أنَّ رجلاً جاءَ يومَ الجمعةِ والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطبُ فقالَ: أصلَّيتَ يا فلانُ. قالَ: لا. قالَ: قم فارْكع” [الراوي: جابر بن عبد الله – المصدر: صحيح أبي داود].
• يمكن الكلام ما بين الخطبتين إذا كان هناك حاجة إلى ذلك وهذا متفق عليه من المذاهب الأربعة، إذ قال ابن باز: ” يجوز الكلام أثناء سكوت الإمام بين الخطبتين إذا دعت الحاجة إليه الحاجة“.
• يمكن الكلام ما بين خروج الإمام وبين المباشرة بالخطبة وما بين فراغه منها وافتتاح الصلاة، وهذا ما اجتمع عليه المذاهب الأربعة.

جاءت خطبة الجمعة من أجل أن تكون موعظة للناس فإذا لم يُنصت الناس إليها فلا يوجد فائدة من وجوبها، حيث يجب على المسلمين الإنصات لها باهتمام دون لغو أو حديث.