حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية

إن العلم بحكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلمة ومسلمة العلم بها، فمع اقتراب نهاية العام الميلادي وبداية عام جديد تبدأ الاحتفالات في كافة أنحاء العالم سواء كان إسلامي أو غير إسلامي، لذلك من خلال موقع منصتك سوف نوضح لكم حكم الاحتفال بالكريسماس دار الإفتاء.

هل يجوز الاحتفال بعيد راس السنة الميلادية لا يجوز للمسلمين تبادل التهاني بمناسبة رأس السنة الميلادية
هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية ابن عثيمين لا يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية
هل يجوز التهنئة برأس السنة الميلادية ابن باز؟ لا يجوز التهنئة برأس السنة الميلادية

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية

لا يجوز احتفال المسلمين برأس السنة الميلادية، ولقد أجمع الأئمة الأربعة على تحريم احتفال المسلمين بأعياد المشركين والتي تخص دينهم، وكان المالكية أكثرهم تشددًا في ذلك الأمر، كما أنه لا يجب التهنئة بهذه المناسبة وذلك لأن العيد من جنس أعمالهم والتي هي دينهم الخاص بهم.[1]

اقرأ أيضًا: ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر

حكم الاحتفال بالكريسماس دار الإفتاء

أكدت دار الإفتاء في فتوى سابق لها، أنه من الممكن الاحتفال بميلاد المسيح وأنه أمر مشروع لا حرمة فيه، كما أنه يعد تعبير عن الفرح به، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، في الأُولَى وَالآخِرَةِ قالوا: كيفَ؟ يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: الأنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِن عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فليسَ بيْنَنَا نَبِيٌّ“. [أبو هريرة – صحيح مسلم]

ولقد أوضحت أنه يجوز احتفال المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية، وذلك لأن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى وكافة رسله، ولا يفرقون بين أحد من رسله، كما أنهم يفرحون أيام ولادة الرسل، ويحتفلون بها شكرًا لله على نعمه وإرسالهم هداية للبشرة ونورًا ورحمة، كما أنها من أكبر نعم الله تعالى على البشر.                                                            

دليل تحريم الاحتفال برأس السنة

في إطار الحديث عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية، فهناك من الدليل والسنة والاجماع الذي يوضح تحريم الاحتفال براس السنة الميلادية، ومنها ما يلي:

1- الكتاب

قال الله تعالى في كتابه {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}. [الفرقان: 72]، ولقد قال مجاهد في تفسيرها: “إنها أعياد المشركين”، ولقد قال مثله الربيع بن أنس والقاضي أبو يعلي والضحاك.

ولقد قال ابن سيرين: أن الزور هو الشعانين، والشعانين هو عيد النصارى الذي يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح، وهم يحتفلون بحمل السعف ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس.

2- السنة

ذكر في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “” قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر.. [أنس بن مالك- تخرجي المسند لشعيب ]

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقر بهما، ولم يتركهم يلعبون على غير العادة، ولكن قد قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعَبونَ فيهما في الجاهليَّةِ، فقال:” إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يومَ الفِطرِ، ويومَ النَّحرِ“. [أنس ابن مالك- تخرجي المسند لشعيب]، ومعنى الإبدال في الشيء يقتضي ترك المبدل منه.

حيث ليا يجمع بين البدل والمبدل منه، ولا يجب الجمع بين المبدل والمبدل منه، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم خيرًا منهما يعني الاعتياض بما شرع لنا كما كان في أيام الجاهلية.

3- الإجماع

لقد علمنا من سير الصحابة أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين ويفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن هناك أحد من الصحابة يشاركهم في الاحتفال مع من يشركهم في شيء كذلك.

ولقد قال عمر رضي الله عنه:” إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم“، وأيضا قال اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.

اقرأ أيضًا: ما حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان للمرأة

4- أما الاعتبار يقول

الأعياد تعد من جملة المناهج والشرع والمناسك والتي قال الله فيها: {لكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً…}. [سورة المائدة: 48]، ولقد قال بان تيمية أنه لا يوجد فرق بين مشاركتهم في العيد ومشاركتهم باقي المناهج، حيث إن الموافقة في جميع العيد يعني الموافقة في الكفر.

بعدما اطلعنا على حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية تبين لنا أنه حرام الاحتفال به عند المالكية وعند جمهور أهل العلم كذلك، لذلك يجب على المسلمين عدم الاحتفال به، ولا يجب التهنئة بذلك اليوم أيضَا.