حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

ما هو حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين؟ حكم المماطلة في سداد الدين؟ يقع الكثير من الأشخاص في الديون الكثيرة بسبب العديد من الظروف، والتي مع الوقت لا يستطيع الفرد من قضائها لأصحابها، حيث يتم طلب المساعدة من الآخرين في الآمر، لذلك سوف نعرض عبر موقع منصتك هل يمكن الاستعانة بصديق على قضاء دين وما حكم ذلك الأمر.

هل الاستعانة بالله عبادة؟ نعم تعد من العبادات الثابتة  في الشرع والدين والإسلامي
ما حكم الاستعانة بالأحياء الحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله؟ يجوز

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

في الكثير من الأوقات يعاني العديد من الأشخاص من الظروف المادية والمالية التي تفرض عليهم الاستعانة الدين من الآخرين، في نفس الوقت قد لا يقدر الفرد على تسديد الدين، الأمر الذي يضطره في طلب المساعدة من الأصدقاء أو ممن هم الأقربون.[1]

تجدر الإشارة إلى أن الاستعانة في اللغة العربية تعني طلب العون والمساعدة والمساندة، والاستعانة في الشرع هي طلب المساندة من الله للحصول على المطلوب، وقد يقع المرء في ضائقة مالية فتدفعه إلى الاستعانة بصديقه لرد الدين لأصحابه، وإن الاستعانة بصديق على قضاء دين يكون من خلال فك كربته وتفريج أموره هي من الأمور المحمودة في الدين الإسلامي.

لذلك يعتبر حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين جائز شرعا ويأتي تحت بند الاستعانة بالحي والمقتدر، وذلك لتقديم المساندة والدعم إلى الآخرين من غير القادرين.

اقرأ أيضًا: حكم التبني في الإسلام

مشروعية الدين في الإسلام

في صدد الحديث عن حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين، سوف نتناول أمر وحكم ومشروعية الدين في الشريعة الإسلامية حيث إن الدين لم يحرم الاستدانة والدين.

تجدر الإشارة إلى أنه جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “من أخذ أموالَ النَّاسِ يريدُ أداءَها أدَّى اللهُ عنه ومن أخذ أموالَ النَّاسِ يريدُ إتلافَها أتلفه اللهُ“[صحيح البخاري].

حيث إن الأمر يكون متلخص في نية المؤمن أن يرد دينه ولم يستطع، يسر الله أمرًا ليقضي دينه فيه، وأما الأمر الذي لا يجوز في الشرع أن تكون النية في أخذ الدين وتكون نية الفرد هي عدم رده إلى صاحبه، لذلك يجب على المسلم صاحب الدين أن يجتهد بصدق نواياه وإخلاصه لرد الدين الموقع عليه، كما أن الله سوف يقضيه عنه إذا مات وهو مديون.

حكم الوساطة للغير

يقول ابن الباز أنه من الجائز أن يتم التوسط للغير في العديد من الأمور التي منها قضاء الدين، لذلك يمكن أن يتم تسديد الدين عن الفرد المسلم غير القادر على تسديده من قبل صاحبه من خلال شخص آخر.

حكم المماطلة في سداد الدَين

في صدد الحديث عن حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين، يجب التعرف على أن الشخص الذي يكون قادر على تسديد في موعده ولكنه يقوم بالمماطلة، فإن ذلك الأمر حرام شرعا على المسلم.

تجدر الإِشارة إلى أن المماطلة في الدين من الذنوب العظيمة التي نهى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عنها، حيث إن ذلك الأمر يقع تحت بند ظلم الأموال الخاصة بالآخرين.

يجب التنويه إلى أن ذلك الفعل صنفه العديد من العلماء أنه من الكبائر، كما نص الفقهاء على أن المماطل في أداء الدين المستحق عليه يعد شخص فاسق ولا تقبل شهادته لظلمه وتهاونه في حقوق الناس.

يجوز للدائن أن يشتكي المدين المماطل للحاكم وهنا يكون من حق الحاكم أن يحبسه حتى تم تسديد ما عليه من دين، من الجدير بالذكر أنه من حق صاحب المال أن يدعو على المدين المماطل، لأنّه مظلوم من المدين.

اقرأ أيضًا: ما حكم الزاني الغير متزوج

الدين الصحيح في الشرع

في ختام الحديث عن حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين، يجب التعرف على بعض الشروط التي تتعلق بالدين، والتي يجب مراعاتها من قبل الفرد المدين، والتي تتضح في النقاط التالية:

  • يجب أن يتم تحديد الفترة التي سيسدد بعدها المدين الدين الواقع عليه.
  • لا بد من كتابة الدين بين الدائن والمدين مع كتابة أجله، وذلك لإثبات حق كل من الطرفين.
  • إذا كان من يكتب الدَين ليس المدين نفسه، فعلى المدين أن يملي عليه ما يكتبه.
  • إذا لم يكن الشخص الذي عليه دين قادر على إملاء الكتابة على الكاتب، فإن وليه يملي بالنيابة عنه.
  • لا بد من أن يحضر شهود ويجب أن يكونا رجلين أو رجلا وامرأتين، وذلك مثل ما جاء في آية الدين في سورة البقرة.

الدين من الأمور التي يقع فيها العديد من الأفراد حيث إن بعض الأشخاص لا يقدرون على تسديد ذلك الدين للعديد من الأسباب، الأمر الذي يتطلب الاستعانة بصديق، حيث إن ذلك الأمر من الأمور الجائزة في الدين الإسلامي.