حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة
ما حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة؟ ما حكم صلاة الجمعة دون سماع الخطبة؟ تعتبر صلاة الجمعة من زمرة الصلوات التي يؤديها سائر المسلمين ولها من الفضل ما هو عظيم، وأكثر ما تشتهر به تلك الصلاة هي الخُطبة والتي رَغب الكثير من المسلمين في معرفة حكم الاستماع لها، وهذا ما سنبينه عبر موقع منصتك مع عرض حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة.
حكم سماع خطبة الجمعة للنساء | الجمعة على النساء ليست واجبة كالرجال والأولى أن تصليها ظهرًا في بيتها؛ إلا أنه يجوز لها أن تصليها في المسجد ومن ثم تسمع الخطبة |
حكم الكلام قبل خطبة الجمعة | يجوز الكلام قبل خطبة الجمعة وبعدها، والله أعلم |
حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة
إن المسلم الفطن هو من يسعى بكل ما أُوتي من قوة وجهد إلى استدراك أكبر قدر من المعلومات التي تخص دينه مهما بدت بسيطة أو عادية بالنسبة للآخرين؛ ذلك لأنه يضع نُصب عينيه رضا الله فقط، وهنا نتعرف على حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة. [1]
رجّح أهل العلم أن الاستماع إلى خطبة الجمعة واجبة، وذلك استنادًا على أدلة قرآنية ونبوية، أما الدليل من القرآن الكريم فهي الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].
فقد فسرّ بعض العلماء “ذكر الله” في الآية السابقة أنها الخطبة وليس الصلاة فقط، فضلًا عن أن الآية تنهى عن البيع وقت الصلاة وشرعًا لا يمكن النهي عن المباح لشيء مُستحب فقط، وعليه فهي واجبة.
إلا أن أهل العلم أشاروا إلى أمرٍ في غاية الأهمية ألا وهو؛ أن عدم الاستماع إلى خطبة الجمعة لا يُبطل الصلاة لأنها ليس شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة، مُستدلين على ذلك الرأي بالحديث النبوي:
“عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرَكَ رَكعةً من صلاةِ الجمعةِ أو غيرِها فقد أدرَكَ الصَّلاة” [رواه ابن ماجه، حديث صحيح].
اقرأ أيضًا: 20+ دعاء دخول الحمام وخروجه
هل يجوز سماع الخطبة في السيارة
في إطار الحديث عن حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة تساءل بعض المسلمين عن حكم الانتظار في السيارة وسماع الخطبة نظرًا لضيق المسجد أو عدم وجود مكان وغيرها من الأسباب، وهنا لم يُبح أهل العلم هذا الفعل ونهوا عنه. [2]
ذلك لأن الأصل في صلاة الجمعة أن يجتمع المسلمون في مُصلاهم ويستمعون إلى خطبتهم ومن ثم إقامة الصلاة، حتى أن بعض العلماء استدل بأنه لو كان البقاء في السيارة جائزًا لكان الأولى أن يبقى البائعون في متاجرهم لحين إقامة الصلاة ولم يكن نهاهم الله عن البيع في ذلك الوقت.
حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة
في سياق التعرف على بعض الأحكام الشرعية التي تخص خطبة الجمعة وكما اطلعنا على حكم الحضور والاستماع إليها نتطرق الآن إلى أحد الأحكام التي يغفل عنها الكثير من المسلمين ألا وهي الحديث أثناء خطبة الجمعة.
فغالب المصلين لا يعرفون أن الحديث أثناء خطبة الجمعة من الأمور المنهي عنها ولا يصح لأي مسلم أن يقوم بها؛ ذلك لعدة أسباب منها هذا الوقت المبارك له قدسيته حيث يُلقي فيه الخطيب دورسًا دينية ذات عبرة لا يجب الغلفة عنها والانشغال بالكلام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قول جمعة مباركة
صيغة حديث الإنصات يوم الجمعة
ذكرنا أعلاه أن الحديث الإنصات إلى خطبة الجمعة واجب، والحديث في هذا الوقت منهي عنه، وهنا لا بد من عرض أحد الأدلة النبوية الذي استند عليها العلماء في هذا الحكم ومنها الحديث الشريف:
“عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ” [رواه البخاري]، وهنا نهى النبي الكريم عن قول “أنصت” التي تُقال بهدف النصح والأمر بالمعروف ووصفها باللغو، فما البال إذًا باللغو الحقيقي الذي لا فائدة منه.
على الرغم من أن صلاة الجمعة لها من الفضل والثواب العظيم، ومكاناتها عالية في الدين حتى أن الله عز وجلّ اختص سورة من القرآن الكريم باسمها، إلا أن كثيرًا من المسلمين يُضيعونها فضلًا عن عدم الإلمام بالعديد من أحكامها والتي منها الإنصات لخطبتها.