حكم الحداد على الميت

حكم الحداد على الميت

ما حكم الحداد على الميت؟ ما حكم الحداد على الميت أكثر من ثلاث أيام؟ ينتشر في كثيرٍ من المجتمعات خاصةً العربية ما يُعرف بالحداد التي تكون في حالات الوفاة؛ إذ يقوم أهل الميت ببعض الأفعال مثل ارتداء الأسود وغيرها الكثير من الأمور التي سنوضحها مع بيان حكمها الشرعي هل هو يجوز أنه ليس من الدين في شيء، وذلك من خلال موقع منصتك بمعرفة كم مدة الحداد على الميت.

مدة الحداد على الأب مدة الحداد لا تتجاوز أكثر من 3 أيام
هل يجوز البكاء على الميت بعد ثلاثة أيام؟ نعم يجوز، بشرط ألا يصاحبه أي فعل مخالف للشرع مثل اللطم على الخدود

حكم الحداد على الميت

هناك الكثير من الأمور المنتشرة بين الناس وتحديدًا المسلمين والتي لا يعرف أغلبهم ما هو حكمها الشرعي والتي نخص بالذكر منها الحداد على الميت؛ حيث بعد وفاة أحد الأشخاص يبدأ أهله في ارتداء الأسود، إظهار الحزن بكافة الطرق، الامتناع عن الزينة للنساء وغيرها.

في هذا الصدد وضح أهل العلم حكم الحداد على الميت أنه جائز بشرط ألا يتجاوز الـ 3 أيام فيما عدا الزوجة -التي سنوضح مدة حدادها بالتفصيل في فقرة منفصلة- إلا أنهم أيضًا أشاروا إلى أن الحداد له ضوابط يجب عدم تجاوزها.

إذ إن بعض الناس يمتنعون -عن قصد ظنًا منهم أن ذلك من الدين- عن الطعام، الشراب، قضاء المصالح الأساسية، الذهاب إلى الأطباء في حال المرض وغيرها من الأفعال التي ليس لها أصل في الدين.

اقرأ أيضًا: ما حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان للمرأة

هل يجوز الحزن على الميت 40 يوم

في إطار التعرف على حكم الحداد على الميت ذكرنا أن مدة الحداد المسموح بها شرعًا هي 3 أيام، إلا أن كثيرًا من الناس يجعلون مدة الحداد 40 يومًا بل إن هناك من يجعلها تصل إلى عامٍ كامل وما يزيد.

هنا أشار أهل العلم أن ذلك لا يصح شرعًا، بل إنه منكرًا لأنه من أفعال الجاهلية التي لا يجوز التشبه بها، علمًا بأن الحزن على الميت الذي محله القلب أو حتى الذي يؤدي إلى عدم قدرة المرء على فعل شيء دون إرادته لا شيء فيه، بينما ما هو مُتعمّد هو الذي لا يجوز.

مدة الحداد على الميت للزوجة

أشرنا إلى أن الحداد على الميت لا يكون أكثر من 3 أيام فيما عدا الزوجة التي يختلف حدادها عن باقي الأشخاص في حال كان المُتوفى هو زوجها؛ إذ إن الشرع فرض عليها ما يُعرف بالعدة التي يجب عليها الالتزام بها وإلا أثمت.

هنا وجب الانتباه إلى أن عِدة المرأة التي مات زوجها تختلف حسب حالة المرأة هل هي حامل أم غير حامل؛ ففي حال كانت المرأة غير حامل ومات زوجها فإن مدة عدتها تكون 4 أشهر و10 أيام.

أما في حال كانت حاملًا فإن عدتها هي أن تضع حملها أي تلد؛ فإنها في اللحظة التي تلد فيها تنتهي عدتها ولو كانت بعد وفاة الزوج بأيام، ساعات أو حتى دقائق.

اقرأ أيضًا: لماذا يضحي المسلمين في عيد الأضحى؟

دليل عدة المرأة المُتوفى عنها زوجها

لأن كل حكم لا بد أن يكون له دليل أو سند شرعي سواءً من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريف، فيتوجب علينا عرض الأدلة التي تثبت صحة الأحكام التي عرضناها أعلاها، أما الدليل القرآني على عِدة الأرملة فهو:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 234].

أما الدليل النبوي فهو الحديث الشريف: “عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاَ يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أن تحدَّ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ إلاَّ على زوجٍ أربعةَ أشْهرٍ وعشرًا” [رواه الترمذي، حديث صحيح].

إن فقدان غالٍ بالموت هو من أعظم المصائب التي قد يُبتلى بها إنسان، ولأن الله رحيم بعباده أجاز لهم فترة الحداد التي لا تزيد عن 3 أيام؛ وذلك حتى لا ينفلت المسلم في غياهب الحزن التي قد تصيب دينه بالفتنة.