حكم الطلاق بدون سبب – إسلام ويب .. الطلاق في الإسلام
ما هو حكم الطلاق بدون سبب؟ الزواج هو رباط مقدس، له مقاصد عظيمة، وقد وصفه الله عز وجل بالميثاق الغليظ، والمُراد بالطلاق هو حل هذا الرباط المقدس بين الزوجين، وهو فعل مشروع بموجب الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء، ومن خلال موقع منصتك سنعرض حكم الطلاق دون مبرر شرعي.
حكم الطلاق بدون سبب
حكم الطلاق بدون سبب عند بعض العلماء هو أمر مكروه، بينما يرى البعض أنه حرام غير جائز، قال ابن قدامة في أقسام الطلاق: “مكروه”، وهو الطلاق من غير حاجة إليه، وذكر القاضي في رواية أنه محرم، وذلك لأنه ضرر واقع على النفس وعلى الزوجة، وإنهاء المصلحة الحاصلة لهما بدون حاجة إلى ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ضَررَ ولا ضِرارَ“.
أما طلب المرأة الطلاق أو الخلع من غير ضرر فقد ذهب بعض العلماء إلى كراهيته، وبعضهم ذهب إلى أنه حرام، قال بن قدامة: “إذا خالعته لغير بغض وخشية من ألا تقيم حدود الله، فإنه يكره لها ذلك، فإن فعلت صح الخلع في قول أكثر أهل العلم”
أقرأ أيضًا: اسئلة معلومات عامة دينية اسئلة عامة دينية مع اجوبة أسئلة عامة صعبة دينية
الطلاق في الإسلام
شرع الله عز وجل الطلاق كوسيلة لحل الخلافات الزوجية عندما تكون الحلول الأخرى غير مجدية، والطلاق في الإسلام له عدة أحكام، فقد منح الإسلام الفرصة للطرفين من أجل الرجوع بعد الطلاق، فجعل الطلاق ثلاث طلقات متفرقات، وكل طلقة لها عِدّة وأحكام تتعلق بها، والأصل في الزواج أنه رباط مقدس، وعقد دائم.
ولكن مع وجود اختلافات، في الطباع، والعادات، وغيرها من الأمور ربنا يكون من الصعب عيش الزوجين معًا، ولذلك تم تشريع الطلاق كعلاج يتم اللجوء إليه حين استحالة استمرار الزواج، ويكون ذلك بعد محاولة الإصلاح، حيث شرع الدين الإسلامي وجود محكم بين الزوجين من أجل محاولة الإصلاح فيما بينهما.
وقد أجمع الفقهاء على مشروعية الطلاق في الإسلام، قال تعالى: “الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ” [البقرة: 229]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أَحَل اللَّهُ شَيْئًا أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلاَقِ“، وقد كثرت آراء الفقهاء في أصل مشروعية الطلاق.
فقد ذهب جمهور الفقهاء بقولهم إن الأصل في حكم الطلاق هو الإباحة، بينما ذهب البعض أن الأصل في حكم الطلاق هو الحظر، وقد اتفق الفقهاء على أن الطلاق قد يتغير حكمه تبعًا للحالة، فربما يكون مباحًا، أو محرمًا، أو واجبًا، أو مندوبًا.
أقرأ أيضًا: هل يجوز طلب الطلاق بسبب سوء المعاملة؟
حكم الطلاق
هناك أحكام متعددة للطلاق، وهذه الأحكام هي كالتالي:
1- الطلاق مباحًا
يكون الطلاق مباحًا عندما يكون هناك حاجة تستدعي ذلك، مثل رغبة الزوج في أن يطلق زوجته بسبب سوء عشرتها، أو سوء خلقها، أو عدم محبتها له، وايضًا في حال تضررت المرأة من بقائها مع زوجها.
2- الطلاق واجبًا
يصبح الطلاق واجبًا عند استحالة استمرار الحياة الزوجية بسبب الخلافات الكبيرة بين الطرفين، مما يؤدي إلى الحاق الضرر بهما، مع استحالة الصلح بينهما، أو عندما يحلف الزوج بعدم وطء زوجته، فإما أن يرجع عن إيلائه خلال أربعة أشهر، أو يطلقها، وورد الإيلاء في قوله تعالى: “للَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [البقرة: 226].
أقرأ أيضًا: هل يجوز أن نصلي صلاة العيد في البيت؟ وكم عدد التكبيرات في صلاة عيد الفطر؟
3- الطلاق مندوبًا
يصبح الطلاق مندوبًا عندما تقصر الزوجة في حقوق الله عز وجل، دون أن يُجدي نفعًا نصح الزوج لها، ويُندب للزوج طلاق زوجته إذا طلبت الطلاق في حال الشقاق والخلاف بينهما، وايضًا في حال كانت الزوجة سليطة اللسان، ويُندب كذلك للضرورة، كأن تكره الزوجة زوجها أو عندما تتضرر بالبقاء معه.
4- الطلاق مكروهًا
يكون الطلاق مكروهًا عندما يكون بدون سبب، أورد بعض الفقهاء أن الطلاق يكون محرمًا في هذه الحالة.
5- الطلاق حرامًا
إذا طلق الزوج زوجته وهي في فترة الحيض أو النفاس يكون الطلاق حرام في هذه الحالة، أو في حال طلق الزوج زوجته ثلاث طلقات بكلمة واحدة، أو كلمات في مجلس واحد، أو في حال وقوع الطلاق بلا أسباب واضحة، وغيرها من المحرمات.
من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا حكم الطلاق بدون سبب، الطلاق في الإسلام هو أمر شرعه الله عز وجل في حال استحالة استمرار الزواج بين الطرفين، أما الطلاق بدون سبب فهو عند بعض العلماء مكروه، والبعض الآخر غير جائز.