حكم صلاة الجمعة
ما حكم صلاة الجمعة؟ ما حكم صلاة الجمعة في البيت؟ تدور تلك الأسئلة في إطار واحدة من أجلّ العبادات ألا وهي الصلاة، ونظرًا لأن صلاة الجمعة يحيط بها الكثير من الاستفسارات التي لا تنتهي والتي يرغب طارحوها في معرفة الأساسيات الشرعية لها، يخص موقع منصتك بمعرفة صلاة الجمعة فرض أم سنة.
حكم صلاة الجمعة للنساء | يجوز للنساء أن يصلين الجمعة في المسجد إذ أردنْ ذلك، إلا أنها ليست واجبة عليهن ويستطعن أن يصلينها ظهرًا في المنزل |
متى تصلي صلاة الظهر يوم الجمعة للنساء | بمجرد دخول الوقت وأن يؤذن المؤذن، حينها يمكنهن أن يصلين الظهر 4 ركعات دون أن ينتظرن الخطبة أو انتهائها |
حكم صلاة الجمعة
إن الصلاة من أجلّ العبادات التي فرضها الله عز وجل على عباده؛ فهي الصلة الحقيقة بين العبد وربه وفيها تتجلى مفهوم العبادة الحق والخضوع لله عز وجل، وكما هو معروف أن الصلوات منها ما هو فريضة مثل؛ الظهر والعصر، ومنها النوافل مثل قيام الليل.
في هذا السياق وجب علينا أن نتعرف على حكم صلاة الجمعة وإلى أي فئة تنتمي؛ وهنا جاء قول جمهور العلماء بأنها من الصلوات المفروضة وتحديدًا فرض عين؛ أي أن كل مسلم يجب عليه أن يؤديها ولا تسقط من عليه في حال قام بها مجموعة من المسلمين.
على الرغم من أن بعض المذاهب مثل المالكية رجّحت أنها سنة، كما ذهب الحنفية إلى كونها ليست فريضة، بينما أقرّ الشافعية أنها صلاة مفروضة لكن الخلاف كان على كونها فرض عين أم كفاية وهذا ما بيّناه أعلاه.
اقرأ أيضًا: حكم التبني في الإسلام
الدليل على وجوب صلاة الجمعة
في صدد عرض حكم صلاة الجمعة والذي اتضح أن جمهور أهل العلم أقرّوا بأنها فرض عين، لا بد أن نتطرق إلى الدليل الشرعي على الوجوب، وفي الحقيقة أن هناك الكثير من الأدلة التي استند إليها العلماء في هذا الأمر من القرآن والسنة والتي سنبينها كما يلي:
1- دليل الوجوب من القرآن
الدليل الأول الذي بناءً عليه أصدر العلماء فتوى أن صلاة الجمعة واجبة هي آيات الذكر الحكيم، التي أمر الله عباده بالسعي إلى تلك الصلاة بالإضافة إلى أمرهم بترك البيع لحين انتهاء الصلاة؛ إذ فسّر العلماء أن هذا الأمر والنهي لا يكون إلا لشيء مفروض، وذلك كما يلي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 9 – 10].
2- دليل الوجوب من السنة
بينما الدليل الثاني الذي استدل به الفقهاء على وجوب صلاة الجمعة على المسلمين فكان من السنة النبوية الشريفة وهو:
“عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ” [رواه مسلم].
في هذا الحديث الشريف جاء نهي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ترك صلاة الجمعة من باب التعمّد والتكاسل، ذلك لأن عواقب هذا الفعل أن الله يختم على قلوبهم ومن ثم يصبحوا من الغافلين.
اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة والسبت
حكم صلاة الجمعة في البيت
بعدما بيّنا الحكم الشرعي لصلاة الجمعة والدلائل من القرآن والسنة نتطرق إلى حكم آخر مهم وهو أداء الجمعة في البيت وليس المسجد، وهنا بيّن أهل العلم أن صلاة الجمعة “ركعتين” لا تصح في المنزل مع توضيح عدة جوانب لا بد من الإلمام بها لمعرفة سبب هذا الحكم.
إذ أقرّ العلماء أن من شروط صلاة الجمعة أن تكون في المسجد حسب المذهب المالكي، بينما المذهبين الشافعي والحنبلي اشترطوا أن يكون عدد المصلين 40 مصلي على الأقل، ذلك بجانب شرط وجود الإمام الذي يأذن بإقامة الصلاة حسب المذهب الحنفي.
إن صلاة الجمعة من الصلوات التي لها أجر عظيم، ولا يسع أي مسلم أن يغفل عنها أو يتعمد تركها دون عذر، ذلك بسبب خسارته هذا الأجر فطبقًا لما جاء عن بعض العلماء أن تركها يجعل المسلم يرتكب إثمًا كبيرًا في حق نفسه.