حكم عدم ذبح الاضحية

ما هو حكم عدم ذبح الاضحية؟ هل الذبح في عيد الاضحى فرض؟ من أعظم الطقوس والشعائر المعروفة بين جموع المسلمين، والتي تتم بالخصوص في وقت عيد الأضحى هي ذبح الأضاحي، ويحيط بتلك الشعيرة الكثير من الاستفسارات من قِبل هؤلاء المسلمون الذين يرغبون في معرفة حكمها وهل يأثمون في حال تركوها أم لا، وهذا ما سنقوم بتوضيحه عبر موقع منصتك بعرض أقوال العلماء في حكم الأضحية.

حكم عدم ذبح الاضحية

واحد من أهم الأمور الشرعية التي اهتم بمعرفتها الكثير من المسلمين بهدف جني الثواب والبعد عن الآثام هو حكم عدم ذبح الاضحية؛ إذ بمجرد مجيء عيد الأضحى يسارعون إلى ذبح الضأن، الإبل، الغنم وغيرها من الأضاحي بنية التقرب إلى الله عز وجل.[1]

لكن قد لا يستطيع بعضهم فعل هذا الأمر أو حتى لديه القدرة لكنه لا يرغب في عمل الأضحية، ومن ثم جاء السؤال هل عدم الذبح عليه إثم أم لا، وهنا لكي نعرف هذا الحكم لا بد أن نتعرف على حكم الأضحية أولًا، والذي انقسم فيه العلماء إلى ما يلي:

1- الأضحية واجبة

ذهب بعض العلماء والذين من بينهم مذهب أبي حنيفة، بعض الروايات عن ابن حنبل، الليث وغيرهم إلى اعتبار الأضحية واجبة على كل مسلم بشروط، وذلك استنادًا على الحديث الشريف:

“مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا” [أبو هريرة – الجامع الصغير]، على إثر ذلك فإنه طبقًا لهذا الرأي فإن تارك الأضحية يكون آثمًا لأنه ترك عبادة واجبة.

اقرأ أيضًا: حكم الايمان بالابراج وقراءتها حلال ام حرام

2- الأضحية سنة مؤكدة

أما جمهور العلماء من المالكية، الشافعية، الحنابلة وبعض الشافعية أقرّوا بأن الأضحية هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين القادرين عليها، وذلك طبقًا للحديث النبوي الشريف:

“عن أم سلمة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا” [صحيح مسلم]، وعليه فإنه طبقًا لهذا الرأي فإن ترك الأضحية لا ينتج عنه إثم –بإذن الله- إلا أن تاركها القادر يكون ضيّع على نفسه ثوابًا عظيمًا.

جدير بالذكر أيضًا أن هذا الرأي هو المعمول به من قِبل أهل العلم؛ ذلك لأنهم يرون أن الأدلة التي تنص على وجوبها ضعيفة، ولا يمكن الاستناد عليه في جعل تلك الشعيرة من الفرائض التي يأثم المسلم بتركها.

اقرأ أيضًا: حكم صلاة العيد في البيت

هل الأضحية واجبة على المتزوج

في إطار التعرف على حكم عدم ذبح الاضحية وبعد أن وضحّنا أن جمهور العلماء أقروا بكونها سنة مؤكدة وليست واجبة، من الجدير الإشارة إلى نقطة مهمة تختلط على كثيرٍ من الناس ألا وهي ربط عمل الأضحية بالحالة الاجتماعية للمُضحي.

في حقيقة الأمر إن هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في الشخص الذي سيُخرج الأضحية منها؛ الإسلام، البلوغ، العقل والقدرة المالية، لكن حالته الاجتماعية سواءً متزوج أو أعزب فلم يُرد أي قول عن العلماء يُفيد بكونها من تلك الشروط.

أي أنه لو كان المسلم متزوج مقتدرًا ماليًا لن يُنقص من الاحتياجات الأساسية لبيته وأهله حينها يمكن أن يضحي، لكن إن وجد أن مبلغ الأضحية سيؤثر سلبًا على تلك الأمور يمكنه تركها والله أعلم، ونفس الأمر ينطبق على الأعزب أيضًا.

إن الأضحية من أجلّ الشعائر التي بها يتقرب سائر المسلمين لربهم عز وجلّ، والتي يجب عليهم الإلمام بأحكامها الشرعية بقدر استطاعتهم، وعلى الرغم من أن الجمهور ذهب إلى أنها ليست فرضًا إلا أن ذلك لا يعني تركها ومن ثم خسارة ثوابها الجزيل.