13+ دعاء استفتاح الصلاة.. دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وقد فرضها الله تعالى على عباده المسلمين في كتابه العزيز فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

والصلاة هي تواصل بين العبد وربه، وهي فرصة للعبد للتقرب إلى الله تعالى، والتوبة إليه، والاستغفار منه، وسؤاله التوفيق والسداد ومن سنن الصلاة دعاء الاستفتاح، وهو الدعاء الذي يقوله المصلي بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة.

ودعاء الاستفتاح له أهمية كبيرة في الصلاة، فهو يتضمن تعظيم الله تعالى، والثناء عليه، والاعتراف بعجز العبد عن وصفه، والتوكل عليه، والاستعانة به، والطلب منه التوفيق والسداد وفي هذه المقالة سنتناول موضوع دعاء استفتاح الصلاة، وسنتحدث عن حكمه، وصيغه، وفضله.

دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام يعد ركنًا من أركان الصلاة المتعارف عليها لدى جميع المسلمين تقريبًا، ولكن البعض يجهل حقيقة هذا الأمر ولا يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يردد دعاءً معينًا بعد تكبيرة الإحرام لاستفتاح الصلاة وأصبح هذا الدعاء سنة، وسنعرض من خلال موقع منصتك هذا الدعاء وكافة المعلومات عن تكبيرة الإحرام.

يحتوي دعاء استفتاح الصلاة على العديد من الصيغ، وقد وصف بعض الصحابة الصلاة التي كان يصليها الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبينوا ماذا كان يقول في دعاء استفتاح الصلاة و التقليد في القراءة ليس شرطًا في الصلاة، فالصلاة تصح أيضًا بدون قراءة دعاء الاستفتاح في أول الصلاة، ولكن الأفضل والأوصى به العلماء هو الاستفتاح.

والاستفتاح سنة مستحبة يقول فيها المصلي بعد التكبيرة الأولى: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، كما يمكن الاستفتاح بشيء آخر من صحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة بشكل عام، فإن الاستفتاح يعد سنة مستحبة في الصلاة ولكنه ليس شرطًا، دعاء تيسير الأمور وإذا تم تركه فصلاتك صحيحة بأي حال من الأحوال.

دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بأدعية معينة لاستفتاح الصلاة وتحديدًا بعد تكبيرة الإحرام، وتلك الأدعية أصبحت سنة للمسلمين من بعده وهي متعددة في أكثر من صيغة، نستعرض كلًا منها على حدة فيما يلي:

1- الصيغة الأولى

الصيغة الأولى لدعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام لدى النبي ورد ذكرها في العديد من الحديث الصحيحة، وأهمها:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً – قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً – فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.

اقرأ أيضًا: دعاء ادريس ابكر.. دعاء ادريس ابكر سبحانك يامنتهى أمل الآملين مكتوب

2- الصيغة الثانية

هذه الصيغة أيضًا من الصيغ التي كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يرددها بعد تكبيرة الإحرام، وورد ذكرها في الحديث الآتي:

“عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ.

حدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم.

3- الصيغة الثالثة

هذه الصيغة توارثها الصحابة الكرام عن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، ووردت في الحديث التالي:

“عن عبدة بن أبي لبابة رضي الله عنه قال: أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كانَ يَجْهَرُ بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ يقولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، ولَا إلَهَ غَيْرُكَ. وَعَنْ قَتَادَةَ أنَّه كَتَبَ إلَيْهِ يُخْبِرُهُ عن أنَسِ بنِ مَالِكٍ، أنَّه حَدَّثَهُ قالَ: صَلَّيْتُ خَلَفَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بـ{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، لا يَذْكُرُونَ: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في أوَّلِ قِرَاءَةٍ ولَا في آخِرِهَا”

حدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم.

ما هي تكبيرة الإحرام

في إطار عرض دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام سنتعرف أكثر إلى هذه التكبيرة، دعاء قبل الجماع ويمكننا تعريف تكبيرة الإحرام على أنها قول الله أكبر التي يبدأ بها المسلم ويستفتح بها صلاته طبقًا لبعض الشروط، وهي تشمل كل ذكر يفتتح به المصلي صلاته وأطلق عليها هذا الاسم لأنه بمجرد قولها يصبح كل ما كن مسموحًا خارج الصلاة محرمًا.

شروط تكبيرة الإحرام

هناك بعض الشروط التي يجب أن تستوفى لصحة تكبيرة الإحرام، دعاء دخول المسجد وخروجه وهي تتلخص فيما يلي:

• أن تؤدى تكبيرة الإحرام في حال الاستقبال.
• أن يتم أداؤها بعد الانتصاب في الفروض.
• أن يسمع المسلم نفسه جميع حروف تكبيرة الإحرام.
• ألا يتم مد همزة الجلالة أو مد أو تضعيف حرف الباء في أكبر.
• ألا يقف المسلم وقفة طويلة بين لفظ الجلالة وكلمة أكبر أو قبل كلمة الله.
• عدم الزيادة في الواو الساكنة أو المتحركة بين لفظ الجلالة الله وكلمة أكبر.
• أن تكون التكبيرة بلفظ الدلالة وتقديمها.
• يجب أن يتم تأخير تكبيرة الإحرام عن الإمام في حق المصلين.

اقرأ أيضًا: دعاء للمتوفى.. الدعاء لميت من الكتاب والسنة

حكم تكبيرة الإحرام

أجمع أئمة المذاهب الأربعة على أن الصلاة لا تكون صحيحة بدون تكبيرة الإحرام، دعاء رزق المال حيث تعد تكبيرة الإحرام جزءًا لا يتجزأ عن الصلاة ولا تصح الصلاة إذا لم يتم البدء بها، وأشار جمهور العلماء إلى أن تكبيرة الإحرام أحد فروض الصلاة بينما قالت الحنفية بأنها إحدى شروطها فقط، وأيًا كانت تكبيرة الإحرام فرضًا أو شرطًا للصلاة فيجب لكي تكون الصلاة صحيحة أن يتؤتى بتكبيرة الإحرام، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ ، وتحريمُها التَّكبيرُ، وتحليلُها التَّسليمُ، ولا صلاةَ لمن لَم يَقرأ بالحمدُ وسورةٍ، في فريضةٍ أو غيرِها”

حدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي.

في الختام، يمكن القول أن دعاء الاستفتاح هو سنة مستحبة من سنن الصلاة، وهو تعبير عن تعظيم الله تعالى والثناء عليه، والتوبة والاستغفار منه، والطلب منه التوفيق والهداية.

يتوجب على كل مسلم أن يقوم بحفظ دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام المتوارث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن في التمسك بالسنة النبوية الشريفة خيرًا وبركة ورزقًا مضاعفًا.