شرح قصيدة البوصيري في مدح الرسول كامل
يوجد العديد من القصائد التي كتبت في مدح الرسول، ومن أكثر الشعراء الذين كتبوا المدائح النبوية شرف الدين البوصيري، لذا نعرض في مقالنا شرح قصيدة البوصيري في مدح الرسول كامل، والتي نظمها بعد مرضه، وبعدها رجعت له صحته، ومن خلال موقع منصتك سوف نوضح شرح قصيدة مدح الرسول للبوصيري.
قصيدة البوصيري في مدح الرسول
إن قصيدة مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تعد من أشهر قصائد الشاعر شرف الدين البوصيري، وفيما يلي نعرض لكم القصيدة وشرحها:
تذكر رسول الله
يقول الشاعر شرف الدين البوصيري في مطلع قصيدة مدح الرسول:
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعًا جرى من مقلةٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
في بداية القصيدة، يتحدث البوصيري مع ذاته، ويقول إنه بكى بشدة عندما تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان في مكان ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان سبب هذا البكاء هو تحرك مشاعره.
اقرأ أيضًا: أجمل قصيدة قصيرة عن المعلم
الشوق إلى رسول الله
يستكمل البوصيري قصيدته قائلًا:
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
يستعجب البوصيري من عينه التي أمرها بالتوقف عن البكاء لم تتوقف عن البكاء ولكن ازداد بكاء، وتعجب أيضًا من قلبه الذي طلب منه أن يستيقظ من الشوق والحنين، ولكنه رفض طلبه، واستمر في الحنان والشوق إلى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأدرك الشاعر في النهاية أنه لا يستطيع التحكم في شوقه وحبه.
اقرأ أيضًا: قصيدة عن العراق كاملة بالشرح
الشوق الملتهب على أهل الدار
ويستكمل البوصيري في قصيدة مدح الرسول، حيث قال الشاعر:
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
يستمر شوق البوصيري لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وأيضًا إلى أهل العلم الذين كانوا يسكنون في الجزيرة العربية، ويقول إن عينيه استمرت في البكاء سبب شوقه لهم، وأنه أصابه الأرق بسبب كثرة التفكير فيهم.
اقرأ أيضًا: قصائد رشيد الزلامي.. رشيد الزلامي قصيدة حكم وامثال
الحرمان من النوم
يتكلم الشاعر البوصيري عن عدم نومه وأصابته بالأرق الشديد قائلًا:
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
يعترف البوصيري إلى ذاته أن سبب إصابته بالأرق هو الشعور بالحب الشديد لمكة وأهلها، وأنه دائمًا ما يتذكر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ويستكمل الحديث بقوله إلا أحد يستطيع أن يلومه على مشاعر الحب ولاشتياق لرسول الله، فمن منا لا يشتاق إلى أعظم خلق الله.
اقرأ أيضًا: قصيدة مدح في المدير
الإنسان مثل الطفل
يشبه البوصيري نفسه بالطفل الصغير الذي يحب أمه، وذلك في الأبيات التالية من قصيدته:
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة النهمِ
يشبه الشاعر نفسه بالطفل الصغير الذي لم يفطم من حليب أمه، وذكر نفسه بأنه عليه التغلب على شهواته من أجل التقرب إلى الله تعالى، لأنه حب الشهوات يؤدي إلى التعرض إلى امهالك والضياع.
الشاعر شرف الدين البوصيري يعتبر من الشعراء المصري المتميزين وقصيدته في مدح الرسول تعتبر من أفضل القصائد التي كتبت للتعبير عن حب أفضل خلق الله، وسار الكثير من الشعراء على نفس الإيقاع والبحر الخاص بها.