كيف كان شعر المدح في العصر العباسي
المدح غرض من الأغراض الشعرية التى عرفت منذ القدم وكتب بها الكثير من الشعراء، فهو يتميز بجمال ألفاظه وتنوع أغراضه، ولقد شهد تطورًا كبيرًا في سماته خلال العصر العباسي الأول والثاني، ومن خلال موقعنا منصتك سنتعرف على كيف كان شعر المدح في العصر العباسي.
كيف كان شعر المدح في العصر العباسي
لقد شهد العصر العباسي الثاني تطورًا كبيرًا في جميع أغراض الشعر، وقد كان هناك تطور في جميع مناحي الحياة، فأدى ذلك إلى تطور الأغراض الشعرية، فبدأ الشعراء في استخدام ألفاظ جديدة ليجسم بها الحالة الشعرى.
فيجعل القارئ يتخيل الكطلمة عند سمااعها ويتم ترجمتها في ذهنه، ولقد ظهر اهتمامهم بالبديع والإيقاع الموسيقي حيث الموسيقى الداخلية والخارجية، فعمل الشاعر على لااسخدام ألفاظ يسهل على القارئ فهمها بعدما كان هناك شعراء يستخدمون الكلمات دون أن ينمقوها.
لتناسب السامع، كما أن اختلاطهم بالمجتمعات الأخرى، جعلهم يكتسبون ثقافات جديدة وألفاظ لفم تكن معروفة ممن قبل؛ هكذا غفر ضالمدح تم تجديده، واساخدموا الشعراء غرض المدح في العديد كمن المناسبات منها مدح الجنود في الحروب أو الحاكم.
وهناك شعراء كانوا يستخدمون شعر المدح من أجدل الكسب منه ورائه، فكان الشاعر هعندما يقوم بمدح الخليفة يحصل على العديد من الجوائز والأموال ويكون له مكانة عند الحاكم ويستدعيه في كافة المناسبات.ألفاظأ
اقرأ أيضًا:نبذة عن حياة البلاذري مختصرة
شكل شعر المدح في العصر العباسي الثاني
لقد كان الشعر في العصر الجاهبي في جميع الأغراض يبدأ بالوقف على الأطلال أو وصف المحبوبة والناقة ولكن مع ظهور العصر الحديث وتطور الشعر، ظهرت مقدمات جديدة يغلب عليها الغزل وكان هناك في السابق نوعان من الغزل غزل صريح وغزل عفيف.
ولكن الذي كان مستخدم في العصر العباسي الغزل العفيف، كما أنهم مع التوسعات والفتوحات الإسلامية ظهرت مقدمات جديدة يصفون فيها ويمدحون التقدم الذي حدث في مجال العمران والحدائق والقصور.
وهناك من كان يشكو من مصائب الدهر والزمان وما أحل ربه من خيبات وصراعات، ومن الشعراء الذين كانوا يبدءون قصيدتهم بهذا النمط أبي تمام والبحتري.
لقد غلب على شعر المدح الاحتجاج العققلي فلقد كجان الشاعر يقوم بمدح الحكام والأمراء بغرض كسب المال، وهناك من كان يمدحهم حبًا فيهم فكان يتم التحقق من قولهم قبل الحكم على الخليفة حتى تمتزج المصالح الشخصية بالسياسة والحكم، لقد كانوا يتقلدون الكثير من الأشياء في العصر العباسي القديم.
ولكن الفارق أصبحوا ينتقون الجيد من الردئ، لم يعد يعتمد الشاعر في قصيدته على وصف رحلته في الصحراء مع الناقو فقط إنما أصبح يصف السفن والرحلات البحرية والتجارية التي كان يقوم بها.
ومن أكثر الأشياء التي ميزت شعر المدح في العصر العباسي الثاني أن أصبح هناك مناسبة بين الممدوح والصفات التي يتم مدحه بها، كما أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على أصحاب الورع والفقهاء،.
كما ظهر صفة الفخر في شعر المدح فنجد أن النساء كانت تخسى على أزواجهم قديمًا الخروج خوفًا عليه من الحروب ومصائب الدهر كونه كان يواجه الكثير من المخاطر في رحلته.
لكنه بعدما ظهر المدح التكسبي الذي استخدمه الشعراء بغرض الحصول على الأموال والهدايا أصبحت بالفخر بين النسوة كون زوجها من المقربين عند الحاكم.
أشهر قصائد المدح في العصر العباسي الثاني
لقد ظهرت العديد من القصائد التي كانت بغرض المدح- في العصر العباسي الثاني والتي اشتهرت بجمال ألفاظها وكلماتها، وفي التالي ذكره سنتعرف على بعض من هذه النماذج:
1- المدح النبوي
لقد قال الوصيري في قصيدته التي كان الغرض منها مدح النبي صلى الله عليه وسلم
مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دَعا إلى الله فالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ
مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ الله مُلْتَمِسٌ غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
إن الشاعر هنا يعبر عن شدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فيقول أن النبي محمد هو سيد الخلق ولم نرى مثله في العرب أو في العجم.
هو وحده من يحق له أن يأمرنا بعد الله سبحانه وتعالى، فنحن ورحمته فلقد وعدنا صلى اللبه عليه وسلم بأنه سيشفع لنا يوم القيامة؛ حتى نجاور النبي كما أنه سيد الخلق والمرسلين فعرف عنه كرم أخلاقه الحميدة والشريفة.
اقرأ أيضًا:بحث عن مدرسة الإحياء والبعث كامل
2- مدح المتنبي لسيف الدولة
يقول في مدحه له:
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
لقد كان المتنبي يحب سيف الدولة الحمداني حبًا كبيرًا وكانخ مقرب إليه وكان يدعوه الحاكم لكثير من المجالس ومختلف المناسبات، ولكنه شعر أن الحمداني تغير تجاهه.
اقرأ أيضًا:بحث عن الجاحظ كامل العناصر وجاهز للطباعة
وهذا بسبب أن هناك أحد الوشاة الذين يرغبون في إ‘نهاء العلاقة بينهم من شدة غيرتهم، فذهبوا إليه وأخبروه أنه المتنبي كتب قصيدة يقوم فيها بمدح زوجة الحمداني بغزل عفيف،فكتب المتنبي هذه القصيدة ليمدح بها الحمداني ويعاتبه على أنه صدق الوشاة.
في ختام مقالنا هذا نكون قد تعرفنا على عصر من أزهى العصور وهو العصر العباسي الثاني، وقمنا بالتعرف على التغيرات التي حدثت في شعر المدح وما طرأ عليه من تغيرات، فعرضنا لحضراتكم شكل شعر المدح في العصر العباسي الثاني، و أشهر قصائد المدح في العصر العباسي الثاني