ما تفسير آية (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وما هو سبب نزول الآية؟

ما تفسير آية (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وما هو سبب نزول الآية؟
اقرأ باسم ربك الذي خلق

ما تفسير آية (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وما هو سبب نزول الآية؟ إن المسلم الذي يرغب في توطيد العلاقة بينه وكتاب ربه المجيد لا يكون مكتفيًا بتلاوة كلماته -وإن كان له في ذلك لعظيم الأجر- ولكن يسعى بكامل طاقته إلى معرفة مضمون تلك الآيات وأسباب نزولها ومقاصدها، ومن هذا المنطلق سوف نتعرف عبر موقع منصتك على تفسير سورة العلق.

ما تفسير آية (اقرأ باسم ربك الذي خلق)

تتضمن سور القرآن الكريم على العديد من المقاصد التي يتوجب على كل مسلم أن يسعى إلى معرفتها بكل ما أُوتي من قوةٍ وطاقة؛ وذلك حتى تكون علاقته بالقرآن علاقة حقيقية مبنية على العلم والمعرفة، وهنا سوف نشير إلى معنى آية كريمة ذُكرت في سورة العلق وهي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].

هذا وقد ذكر أهل العلم في تفسير تلك الآية أن الله عز وجل يخاطب نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، آمرًا إياه بأن يقرأ كلامه سبحانه مستهلًا بذكر اسمه الخالق، وقِيل أيضًا أن السبب هو أن صفة “الخالق” هي الدليل الأعظم على قدرة الله.

جدير بالذكر في هذا السياق أن كثيرًا من العلماء قد استدلوا على وجوب قراءة التسمية أو البسملة في بداية كل سورة قبل كل سورة بناءً على تلك الآية الكريمة.

اقرأ أيضًا: ما هو تفسير آية (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

سبب نزول سورة العلق في القرآن الكريم

اقرأ باسم ربك الذي خلقفي صدد الحديث عن الآية الأولى في سورة العلق جدير الإشارة إلى سبب نزولها؛ وهي كما ورد في أحد الأحاديث النبوية الشريفة أن تلك الآية هي أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث جاءه جبريل عليه السلام يخبره  في غار حراء بأمر الله جل وعلا “اقرأ”.

إلا أن النبي الكريم رد عليه آنذاك أنه ليس بقارئ، فيكرر عليه جبريل نفس الأمر الرباني ليرد عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بنفس الرد، حتى أخبره جبريل {أقرأ باسم ربك الذي خلق}، وفيما يلي جزء من هذا الحديث الذي يوضح المشهد بصورة أفضل:

“عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:.. حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ} [العلق: 1- 3]…” [رواه البخاري].

اقرأ أيضًا: ما سبب نزول سورة الطارق ولماذا سميت بهذا الاسم .. تفسير سوره الطارق

سبب تسمية سورة العلق بهذا الاسم

من أبرز الاستفسارات التي تُطرح على أذهان الكثير من المسلمين هو ما سبب تسمية سورة العلق بهذا الاسم على وجه التحديد، وفي هذا الصدد نشير إلى أنه في عهد الصحابة رضوان الله عليه لم يكن هذا اسم السورة بل كان اسمها “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، وذلك استنادًا على ما نُقل عن السيدة عائشة وهو أوَّلُ سورةٍ نَزَلَتْ مِنَ القرآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}” [صحيح على شرط مسلم].

اقرأ أيضًا: ما هي مقاصد سورة القلم وفضل قرائتها و تفسيرها بطريقة مبسطة

هل سورة العلق هي اول ما سورة نزلت

على الرغم من أن باقة كبرى من أهل العلم أشاروا إلى أن الآيات الأولى من سورة العلق هي أول ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن هناك علماء يرجحون أن أول ما أُنزل على النبي الكريم هي الآيات الأولى في سورة المدثر، وفي هذا الرأي استندوا على حديث ورد عن أبي سلمة والذي منه نذكر النص الآتي:

“قال أبو سلَمةَ: سأَلْتَ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ: أيُّ القُرآنِ أُنزِل أوَّلُ ؟ قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] فقُلْتُ له: إنِّي نُبِّئْتُ أنَّ أوَّلَ سورةٍ نزَلت مِن القرآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] قال جابرٌ: لا أُحدِّثُك إلَّا ما حدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: جاوَرْتُ في حراءٍ فلمَّا قضَيْتُ جِواري نزَلْتُ فاستبطَنْتُ الواديَ فنوديتُ فنظَرْتُ أمامي وخلفي وعن يميني وعن شِمالي فلم أرَ شيئًا فنوديتُ فنظَرْتُ فوقي فإذا أنا به قاعدٌ على عرشٍ بينَ السَّماءِ والأرضِ فجُئِثْتُ منه فانطلَقْتُ إلى خديجةَ فقُلْتُ دثِّروني دثِّروني وصُبُّوا علَيَّ ماءً باردًا فأُنزِلت علَيَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 – 3]” [رواه ابن حبان].

إن جميع السور الواردة في القرآن الكريم تحمل فيها في قلبها الكثير من الرسائل الإلهية التي لا بد على كل مسلم أن يسعى إلى التعرف عليها بشتى الطرق؛ لأنه بذلك يزداد قربًا من ربه عندما يرى معجزاته في كتابه الكريم، وهذا ما حاولنا أن نشير إليه في سورة العلق.