ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة؟ فضل العشر من ذي الحجة
ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة؟ وما هو فضل العشر من ذي الحجة؟ فنحن على بعد أيامٍ قليلة عن أفضل ليالي العام التي أقسم بها المولى جلّ جلاله في كتابه الكريم، والتي تهلّ علينا بالبركات، والرحمات، والأعياد والفرح فلا بد من تسليط الضوء على فضائلها وهذا ما سيقدمه موقع منصتك كما سيعرض صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة المشهور.
هل يجوز صوم يوم عرفة فقط اذا صادف يوم الجمعة؟ | نعم يصح |
ما حكم من لم يصم يوم عرفة؟ | لا يأثم، لكنه يضيع على نفسه أجرًا عظيمًا |
ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة
إن للعشر الأوائل من ذي الحجة الكثير من الأفضال التي يسعى كل مسلم إلى الفوز بها، ومن السيرة النبوية الشريفة نقتفي الآثار ونتتبعها لنتعرف على الأصل الشرعي والثواب الحقيقي الذي به وُعدنا جراء قيام تلك الأيام، وفي هذا الصدد نُسلط الضوء على أكثر الأحاديث المشهورة ونبين مدى صحتها.
1- “عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ” [رواه أحمد].
هو من الأحاديث الصحيحة، وذلك حسب ما ذُكر في موقع الدرر السنية المُتخصص في بيان صحة الأحاديث.
2- “عن حفصة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: من صام آخِر يوم من ذي الحِجَّة، وأولَ يوم من المحرَّم، جعله الله تعالى كفَّارة خمسين سنة، وصوم يوم من المحرَّم بصوم ثلاثين يومًا”.
أما هذا الحديث فهو يندرج تحت قائمة الأحاديث الموضوعة.
3- “عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيَّامٍ أحبُّ إلى اللَّهِ أن يُتعبَّدَ لَه فيها من عشرِ ذي الحجَّةِ يعدلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيامِ سنةٍ وقيامُ كلِّ ليلةٍ منها بقيامِ ليلةِ القدرِ”.
يأتي هذا الحديث في قائمة الأحاديث الضعيفة التي لا يمكن الأخذ بها.
اقرأ أيضًا: أدعية مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة
فضل العشر من ذي الحجة
بعد التعرف على ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة أو بمعنى أدق أكثر الأحاديث المُنتشرة، نتطرق إلى فضل تلك الأيام المباركة والتي تم التأكد منها من قِبل الفقهاء وأهل العلم.
حيث تحتل العشر الأوائل من ذي الحجة مكانة كبيرة في الدين الإسلامي الحنيف، ذلك إذ أقسم الله بها القرآن الكريم في قوله {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1 – 2]، كما أن بها يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله، بجانب كونها توجد في أحد الأشهر الحُرم.
كل ذلك وأكثر يمنحها فضلًا عظيمًا ويجعل الثواب فيها مُضاعف بإذن الله، ومن عظيم وصف العشر من ذي الحجة على ألسنة بعض العلماء أن فضلها يرجع إلى أنها تجمع بين أهم العبادات في وقتٍ واحد من الصوم، والصلاة، والصدقة وبالطبع الحج.
فضل صوم يوم عرفة
في إطار عرض ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة وحيث إننا بدأنا الحديث عن هذا الفضل بشكلٍ عام، فلا بد أن نخص بالذكر أهم يوم من العشر ذي الحجة ألا وهو يوم عرفة.
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة والذي ورد عن النبي الكريم أن صيامه يُكفر ذنوب العام الماضي والتالي للصائم وذلك من الحديث الآتي “عن أبي قتادة الحارث بن ربعي: صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ” [رواه مسلم].
يُستدل من ذلك أن العشر من ذي الحجة من بدايتها لنهايتها باب من أبواب رحمة الله، والمسلم الذي يشهدها ولم ينل منها حظًا خاب وخسر، ففي 10 أيام فقط قد يدرك المرء ما لا يستطيع في عمره كله ويفوز برضا الله وجنته.
أفضل ما يستحب في العشر الأوائل من ذي الحجة
بعد أن استفضنا في الناحية الشرعية فيما يخص العشر الأوائل من ذي الحجة وتعرفنا على ما صحة حديث فضل العشر من ذي الحجة الصحيح والضعيف وما هو الثواب الذي يحصل عليه المسلم فيها، ننتقل الآن إلى أبرز الأعمال التي يمكن القيام بها في تلك الأيام.
1- المواظبة على الصلاة
من غير الممكن الحديث عن أفضل العبادات في أي وقتٍ كان دون أن تترأس القائمة الصلاة، فهي عماد الدين والصلة الحقيقية بين العبد وربه، فمال البال في أيام مباركة مثل العشر الأوائل من ذي الحجة التي يحب أن يرى الله فيه عبده متمسكًا بأساسيات دينه ومُتقربًا إليه بنوافله.
على إثر ذلك فإن الصلاة هي أول ما يجب أن يُوليه المسلم اهتمامه في تلك الأيام؛ إن كان مواظبًا فليكثر من النوافل، وإن كان مُقصرًا فليجاهد ويواظب عليها والأهم ألا يستجيب لخدعة الشيطان بأنه منافقًا بل هو معظّمًا لشعائر الله ومعترفًا بذنبه.
2- صيام يوم عرفة
حسنًا، حيث إن الفضل يعمّ العشر الأوائل من ذي الحجة فيُستحب صيامهن جميعًا مرجاة للثواب العظيم، ومن لم يستطيع ذلك فليحاول ألا يضيع صوم يوم عرفة الذي كما سبق ذكره أن يكفّر ذنوب عامين بإذن الله.
اقرأ أيضًا: متى يكون 10 ذو الحجة؟
3- كثرة ذكر الله
قيل في تفسير آية {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا} أن الباقيات هي ذكر الله، كما ورد عن النبي المجتبى صلى الله عليه وسلم ناصحًا أعرابي كثرت عليه شرائع الإسلام فلا يعلم بأيٍ منها يتشبث؛ أن يجعل لسانه رطبًا بذكر الله.
في ذلك وفي كل لحظة من عمر المسلم وخاصةً في الأيام التي تعتبر بمثابة المنح الربانية مثل العشر الأوائل من ذي الحجة لا بد أن يحافظ على ذكر الله، وهي عبادة لا تحتاج جهدًا ولا وقتًا فقط توفيق من الله ومجاهدة نفس.
جدير بالعلم أن أفضل الذكر هو لا إله إلا الله، وغيره من الأذكار مثل لا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله، وسبحان الله والله أكبر، والدعاء أيضًا يعدّ ذكرًا وعبادة أخرى لا يجب أن يغفل عنها المرء.
شاهد أيضًا
من رحمة الله بعباده وعلمه بضعفهم البشري شرّع لهم أوقاتًا تجدد بداخلهم الإيمان، وتمنحهم الأمل بأن هناك فرصة للمغفرة والعفو وأن الباب أبدًا لن يغلق في وجههم مهما فعلوا، والعشر من ذي الحجة هي أعظم ما تتجلى فيها تلك المعاني.