ما هي محاور سورة الكهف

ما هي محاور سورة الكهف
محاور سورة الكهف

يرغب الكثير من الأفراد في معرفة ما هي محاور سورة الكهف، حيث إن تلك المحاور تضمنت قضايا مهمة تحمل العظة والعبرة، ويُذكر أن سورة الكهف تعتبر من السور المكية التي نزلت على رسول الله ويوجد لها الكثير من الفضائل، وعليه يساهم موقع منصتك في معرفة مقاصد سورة الكهف.

ما هي محاور سورة الكهف

إن سورة الكهف تبدأ بقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف: 1]، والمقصود بحمد الله هو الثناء عليه بنعمه وصفاته، ومن أفضل النعم هي إنزال كتاب الله عز وجل على نبي الله صلى الله عليه وسلم.

الجدير بالذكر أن الكتاب وُصف بوصفين الصفة الأولى هي نفي العوج عنه، أما عن الصفة الثانية هي إثبات إنه مستقيم مقيم، ويُذكر أن نفي العوج يقتضي أنه لا يوجد فيما جاء به من ظلم أو عبث في أوامره ونواهيه.

اقرأ أيضًا: أبرز الفوائد من سورة فاطر .. سبب تسمية سورة فاطر بهذا الاسم

محور حقيقة البعث

من خلال التعرف على ما هي محاور سورة الكهف نشير إلى أن سورة الكهف تكرر بها الحديث عن البعث، حيث إنه من محاور سورة الكهف الأساسية، وجاء ذلك الأمر في الكثير من القصص من بينها ما يلي:

1- قصة أصحاب الكهف

إن أصحاب الكهف يعدون فتية آمنوا بالله عز وجل وذلك لما رأوه من قومهم في ضلال، لذلك قرروا الخروج من قريتهم واعتزال قومهم والسير في طريقهم، إذ إنهم وجدوا كهفًا يأوون إليه وكان منعزلًا ومعهم كلبهم يؤنسهم.

الأهم من ذلك أن قصة أصحاب الكهف تدل على قدرة الله عز وجل على إبطال السنن الكونية التي اعتاد الناس عليها ومخالفتها، الجدير بالذكر أن أصحاب الكهف ناموا ثلاثمائة وتسع سنين بعد ذلك عادوا مرة أخرى للحياة.

لذلك نرى هذا الأمر دليلًا على البعث، ويُذكر أن الحديث عن أصحاب الكهف يبدأ بقول الله عز وجل: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} إلى قوله تعالى: {نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 9-31].

اقرأ أيضًا: ما هي مقاصد سورة الصف

2- قصة صاحب الجنتين

من خلال التعرف على ما هي محاور سورة الكهف نشير إلى أنه بعد انتهاء قصة الكهف تم الانتقال إلى قصة صاحب الجنتين التي تبدأ بقول الله عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف: 32].

تأتي تلك القصة في حوار بين رجلين رزق الله أحدهما جنتين عظيمتين من أعناب مع إحاطة الجنتين بأشجار النخيل وكان بينهما نهرًا يروي النخيل، وعليه نسى الرجل كرم الله عليه وانشغل بحاله، بعد ذلك دار حوار بينه وبين صديقه الذي كان رجلًا مؤمنًا فقيرًا موحدًا بالله.

إذ إنه قال باستعلاء أنه أكثر منه مالًا وولدًا وأن كل هذا بفضله، حيث قال إنه لا يظن أن الله سيبعثه وإن بعثه فإن الله سيرزقه بجنات أفضل من التي يملكها، لذلك قام صاحبه بتذكيره نعم الله عليه وأن الله خلقه من تراب ثم جعله رجلًا ورزقه الله من واسع فضله.

قام صديقه بوعظه قائلًا ما شاء الله لا قوة إلا بالله وأنه إذا دخل الجنة فإنه يكون بفضل الله عز وجل، وبعد ذلك بعث الله عز وجل عذابًا يودي بالجنتين الأمر الذي حدث بعد ذلك، فندم صاحب الجنتين وعرف أنه لا يستحق أحد العبادة سوى الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: ما هي مقاصد سورة الشعراء

3- قصة ذي القرنين

تناولت سورة الكهف أيضًا قصة ذي القرنين التي تدور حول الملك ذي القرنين الملك الصالح الذي منحه الله عز وجل القوة والرحمة، كما أنه أعطاه كل ما تتحصل به القوة من علم في السياسية فقام بالحكم بالعدل كما قال الله تعالى:

{قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف: 87-90].

بعد ذلك أخذ بالأسباب وعاد من أجل غزو الأرض إلى أن وصل إلى أقصى ما وصل له الفاتحون إلى مطالع الشمس من بلاد الصين، بعد ذلك عاد وأخذ بالأسباب إلى أن وصل إلى قوم أخبروه بفساد قوم آخر يُدعون يأجوج ومأجوج فطلب القوم منه بناء سد بينهم.

بالفعل قاموا ببناء جبل عظيم يصل بين السدين، حيث قال الله تعالى: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّاْ} [الكهف: 98].

من خلال التعرف على ما هي محاور سورة الكهف نشير إلى أنه هناك محاور أخرى لسورة الكهف غير حقيقة البعث وهي بيان وحدانية الله والعصمة من الفتن والتي ذُكرت في السورة في قصة فتنة إبليس ورحلة موسى والخضر.