ما هي نظرية التوقيف والإلهام وطرق تطبيقها وطريقة الأعتراض عليها
يهتم الكثير بمعرفة ما هي نظرية التوقيف والإلهام، حيث إنها من النظريات التي نشأت عن أقوال العلماء التي تتعلق بأصول اللغة، فقد اهتم هؤلاء العلماء بالتعرف على نشأة اللغة ومصدرها، مما أدى ذلك إلى تعدد النظريات بينهم، وفي هذا السياق سنتعرف من خلال موقع منصتك على نظرية التوقيف والإلهام وأهم الأدلة عليها.
ما هي نظرية التوقيف والإلهام
في البداية يجب القول أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وتمثل هويتنا، كما أنها تتمتع بمكانة كبيرة بين الأمم، وانتشرت بشكل كبير حتى أصبحت رمز للأصالة والقوة، وكان قد اختلف العلماء في أن اللغة كونها توقيف من الله عز وجل، أم هي من قِبل البشر، ونتج عن ذلك عدة نظريات منها نظرية التوقيف والإلهام.
حيث نجد أن أصحاب هذه النظرية يقولون أن اللغة هي توقيف من الله عز وجل، ولا تشهد أي تدخل من الإنسان، بل أنها وحي هبط على الإنسان جعله ينطق الأشياء والأسماء، ونجد أن عبد الله بن عباس، والإمام السيوطي ممن قالوا بتلك النظرية.
اقرأ أيضًا: ما هو تعريف الفلسفة
نظريات نشأة اللغة
هناك العديد من النظريات التي نشأت بسبب اختلاف العلماء حول أصول اللغة، ويمكن التعرف على أبرز هذه النظريات من خلال الآتي:
- نظرية الغريزة الكلامية: تنص على أن الله عز وجل غرس في الإنسان ما يعرف بالغريزة الكلامية التي تساعده على التعبير، وأن هذا يعد أساس نشأة اللغة.
- نظرية الاصطلاح والمواضعة: أصحاب هذه النظرية يرون أن اللغة تم ابتداعها واستحداثها بالتواضع والاتفاق، ويعني ذلك أن الإنسان هو مصدر اللغة وهو الذي قام بوضعها.
- نظرية المحاكاة: هي أن اللغة في الأصل نشأت عن محاكاة أصوات الطبيعة، فبدأ الإنسان بذلك أن يقلد كافة الأصوات تعبيرًا عن مصدر تلك الأصوات.
- نظرية المؤثرات الخارجية: تعني أن كل أثر خارجي للإنسان ينتج عنه النطق ببعض الأصوات، وأن نشأة اللغة في الأساس كانت رد فعل لما يشعر به الإنسان تجاه العالم الخارجي.
- نظرية التوقيف والإلهام: وهي كما ذكرنا أن اللغة توقيف من الله عز وجل، ولا تشهد أي تدخل من الإنسان، بل أنها وحي هبط على الإنسان جعله ينطق الأشياء والأسماء.
اقرأ أيضًا: من هو العالم فيثاغورس .. معلومات عامة عن وفاة العالم اليوناني الشهير فيثاغورس
دليل نظرية التوقيف والإلهام
لقد استدل أصحاب نظرية التوقيف والإلهام بالعديد من الأدلة التي تدعم صحة هذه النظرية، لذلك سنتعرف على هذه الأدلة من خلال الآتي:
- قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]، أي ان اختلاف الألسن دليل على كون اللغة توقيفية من عند الله عز وجل.
- قول الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31]، أي أن الله عز وجل هو من علم آدم، وبالتالي فإن اللغة توقيفية.
- قول الله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ} [النجم: 23]، أي أن الأسماء توقيفية ليست من وضع البشر.
اقرأ أيضًا: ما هو تحليل رواية أوقات عصيبة .. ومعلومات حول تشارلز ديكنز
اعتراضات على نظرية التوقيف والإلهام
لقد واجهت نظرية التوقيف والإلهام الكثير من الاعتراضات ومنها ما يلي:
- الآية التي تم الاحتجاج بها ليست دليلًا قاطعًا، وذلك لأن المفسرين اختلفوا في معنى الأسماء.
- أن الاستدلال بآية {وعلم آدم الأسماء} فيها دلالة على أن آدم هو من وضع الأسماء.
في إطار فقرات هذا المقال نكون قد عرفنا ما هي نظرية التوقيف والإلهام التي تفسر نشأة اللغة ومصدرها، حيث عرضنا لكم تفسير هذه النظرية، وأبرز الأدلة التي استخدمها العلماء لإثباتها، بالإضافة إلى ذلك تعرفنا على أبرز نظريات نشأة اللغة.