هل يجوز دفع الدية في القتل العمد

هل يجوز دفع الدية في القتل العمد

هل يجوز دفع الدية في القتل العمد؟ وهل تسقط كفارة القتل إذا عفى أولياء الدم؟ الإسلام لم يترك شيء في الحياة الدنيا لم يضع لها أحكام، فالله عز وجل لم يخلق شيئًا عبثا ولكنه خلق كل شيء بقدر واليوم عبر موقع منصتك سنعرض لكم الإجابة عن التساؤلات المطروحة ونشير إلى كفارة القتل العمد والدية.

هل تسقط الدية إذا مات القاتل؟ لا تسقط عنه بموته
هل تجوز الدية في القتل العمد اسلام ويب؟ نعم

هل يجوز دفع الدية في القتل العمد

نعم يجوز دفع الدية في القتل العمد حيث إن دية القتل العمد تجب في مال القاتل ولا تحملها العاقلة، وقال ابن قدامة رحمة الله عليه في المغني بعد حكاية هذا الإجماع:

وهذا قضية الأصل، وهو أن بدل المتلف، يجب على المتلف، وأرش الجناية على الجاني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجني جان إلا على نفسه. وقال لبعض أصحابه: حين رأى معه ولده: ابنك هذا؟ قال: نعم، قال: أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه. ولأن موجب الجناية أثر فعل الجاني، فيجب أن يختص بضررها، كما يختص بنفعها، فإنه لو كسب كان كسبه له دون غيره. وقد ثبت حكم ذلك في سائر الجنايات والأكساب، وإنما خولف هذا الأصل في القتل المعذور فيه، لكثرة الواجب، وعجز الجاني في الغالب عن تحمله، مع وجوب الكفارة عليه، وقيام عذره، تخفيفاً عنه، ورفقاً به، والعامد لا عذر له، فلا يستحق التخفيف، ولا يوجد فيه المعنى المقتضي للمواساة في الخطأ” انتهى.

هذا الأمر فيما يخص أمر وحوب الدية ولكن إذا تطوع الجيران أو غيرهم بمساعدة القاتل في الدية التي لزمته فلا يوجد حرج عليه في ذلك بل أن من المواساة والمعروف الذي يؤجر عليه الإنسان، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة:215]، وقوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة:7].

كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” حديث صحيح، رواه مسلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام آخر يوم من شعبان ؟

هل تسقط كفارة القتل إذا عفى أولياء الدم

أولًا على القاتل التوبة إلى الله عز وجل ولا كفارة عليه، وبالنسبة لأولياء الأمر جزاهم الله خيرًا على العفو وذلك إذا كان متعمد، أما إذا كان خطأ أو شبه عمد مثل راد أن يرمي صيدًا، فأصابه، أو طقه بعصا خفيفة، أو ضربة خفيفة، مات بها، هذا عليه الدية، وعليه الكفارة، الدية معروفة، والكفارة تكمن في عتق رقبة وفي حال عدم الاستطاعة فيلزم صيام شهرين متتابعين وذلك لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [النساء:92].

في سياق الاطلاع على إجابة سؤال هل يجوز دفع الدية في القتل العمد، وفيما يخص من قتل خطأ أو شبه خطأ فواجب عليه الدية والكفارة إلا أن يسمحوا عن الدية فلا بأس في ذلك ولكن تبقى الكفارة في ذمته فإن استطاع فاعتق رقبة وإن لم يستطع فعليه صيام شهرين “ستين يوم” كما ذكر في القرآن الكريم.

أما بالنسبة للمتعمد فلا، حيث توعده الله عز وجل بالعذاب والنيران وذلك لقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [سورة النساء، الآية 93].

هل القتل العمد يقبل فيه القصاص

في صدد التعرف إلى إجابة سؤال هل يجوز دفع الدية في القتل العمد، سنعرض لكم الآن الإجابة عن سؤال هل القتل العمد يقبل فيه القصاص ، ونجد أن الإجابة عن هذا السؤال تأتي بالتأكيد وذلك لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [سورة البقرة: الآية 178].

جاء في تفسير هذه الآية المباركة قول العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسيره حيث قال: “الله عز وجل  يمتن على العباد المؤمنين بفرض القصاص عليهم فلي القتلى والمقصود به هنا المساواة حيث يقتل القاتل على الصفة التي تم قتل المقتول عليها وذلك بهدف إقامة القسط بين عباده”.

إلى هنا نكون  وصلنا إلى نهاية المقال الذي تم من خلاله التعرف إلى هل يجوز دفع الدية في القتل العمد، كما أشرنا إلى ما إذا كانت تسقط كفارة القتل العمد في حالة العفو أم لا، وغيرها من أحكام أخرى تتعلق بهذا الأمر.