حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام

حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام

حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام وفق قواعد الشريعة الإسلامية، حيث يقوم بعض الناس بتعظيم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدرجة تحملهم على الحلف به واعتباره يمينًا في الدين، ويجد هذا الحلف تقديسًا واحترامًا عند الكثير من المسلمين، ومن خلال موقع منصتك نتعرف على حكم الحلف بالنبي في المذاهب الاربعة.

هل يجوز الحلف برب الكعبة ابن باز؟ نعم يجوز لما كان من فعل النبي والصحابة
متى يبطل الحلف؟ إذا كان الحلف في وقت الغضب الشديد أو في حالة زوال العقل

حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام

اتفق جمهور الفقهاء على أن الحلف بغير الله تبارك وتعالى بأي من مخلوقاته غير جائز ولا يجب على أي مسلم أن يحلف بغير الله حتى لو كان الحلف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لقول رسول في الحديث الشريف: “أنَّهُ أدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ في رَكْبٍ وهو يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَا إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ، فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْ” [البخاري – صحيح البخاري].[1]

كفارة الحلف بغير الله

بعد التعرف على حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، من المهم معرفة كفارة الحلف بغير الله تبارك وتعالى، وهي قول لا إله إلا الله لأن الحلف بغير الله شرك أصغر ولا توجد كفارة للشرك إلا بالتوحيد، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن حَلَفَ فقالَ في حَلِفِهِ: واللَّاتِ والعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ومَن قالَ لِصاحِبِهِ: تَعالَ أُقامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ” [البخاري – صحيح البخاري].

اقرأ أيضًا: حكم صلاة العيد في البيت

أمثله للحلف بغير الله

بعد معرفة حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، من الواجب معرفة بعض الأمثلة المشهورة بين الناس في الحلف بغير الله تبارك وتعالى وهي كالتالي:

  • الحلف بالمقدسات كالنبي والكعبة وبيوت الله والأنبياء والقرآن والكتب المقدسة وغيرها.
  • الحلف بالآباء والأجداد والترب والأرواح وغيرها من يمين الشرك بالله.
  • الحلف بالمعاني السامية مثل الأمانة والشرف والعزة والكرامة ونستبها إلى الذات كأن يقول “وشرفي”.
  • الحلف بالذمة والضمير والعهود وبحق كذا كلها لا تجوز.

أمثلة للحلف الجائز بالله

بعد الاطلاع على حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، من المهم مطالعة بعض أمثلة الحلف الصحيح الذي لا حرج فيه، والذي يكون بالله تبارك وتعالى، ومن أمثلته التالي:

  • القسم باسم الله مثل والله وتالله وغيرها.
  • القسم بصفة من صفات الله مثل قولك والعزيز والرحمن.
  • القسم غير المباشر بالله كأن تقول والذي بعث محمدًا بالحق.

اقرأ أيضًا: حكم لبس الخاتم في السبابة للرجال والنساء

أمثلة على الشرك الأصغر

بعد مطالعة حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، من المفيد معرفة أنواع وأمثلة الشرك الأصغر، حيث إن معظم الناس تقع فيها دون وعي منهم وهي كالتالي:

  • الرياء وهو القيام بالأعمال الصالحة بنية الحصول على مكانة أو استفادة من الناس ولا تكون نيته في العمل الصالح وجه الله، بل يكون ثناء الناس ونيل إعجابهم فقط وهو نوع من الشرك يحبط الأعمال، وهذا ما ورد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} [النساء – 38].
  • العمل للدنيا ونسيان حظ الآخرة وقد ورد هذا النوع من الشرك في الآية الكريمة قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة – 201].
  • الاعتماد على الأسباب دون التوكل على الله أو مظنة أن الأسباب وحدها هي ما يوصل إلى الفلاح في الدنيا كما في قول الله تبارك وتعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص – 78].
  • التطير وهو التشاؤم من أمر ما أو كائن ما أو شخص ما، لأن التطير ضعف في الإيمان بالله تبارك وتعالى.
  • التكبر وهو استعظام النفس وما يقوم بها من الأعمال، وينسبها لنفسه دون ذكر الله عز وجل.
  • التلفظ بألفاظ تضع الخالق في منزلة المخلوق كأن يضم اسم الله إلى اسم شخص، كأن يقول بفضل الله وبفضل فلان فواو العطف هنا تدل على مساواة المخلوق بالخالق وهذا لا يجوز.
  • سب الدهر لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الدهر في الحديث القدسي عن النبي محمد أنه قال: “قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ؛ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ! فلا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فإنِّي أنا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ ونَهارَهُ، فإذا شِئْتُ قَبَضْتُهُما” [مسلم – صحيح مسلم].
  • الشرك باستقراء النجوم أو أن ينسب المسلم لجرم من الأجرام السماوية بعض الظواهر أو الأشياء مثلما يفعل المؤمنون بما يدعى ظلمًا وزورًا بعلم النجوم والأبراج وهو شرك بالله تبارك وتعالى.

الشرك بالله ليس مجرد خطيئة، بل هو موازٍ للكفر في العقوبة عند الله تبارك وتعالى، فليس لله شريك في ملكه، ولا إله غيره، وهو الأحد الصمد، لذلك لا بد أن يخلص المؤمن لربه في حياته.