ما هو تعريف السنة النبوية .. أقسام السنّة النبوية
السنة النبوية هي سنة النبي محمد صلى الله عليه، والتي يجب اتباعها من قبل كل مسلم مؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، وهي أحد الأصول الإسلامية التي تدل على الأحكام الشرعية، ومن هذه السنة ما يشرح لنا الدين والقرآن الكريم، ومنها من يشرح لنا تعاليم الحياة وكيفية الوصول إلى الجنة بصلاح الأعمال، ومن خلال موقع منصتك سوف نعرفكم عن السنة النبوية.
تعريف السنة النبوية
السنّة النبوية لها معنى لغوي ومعنى اصطلاحي، هم كالتالي:
- السنة في اللغة: أنها هي الطريقة التي ترشدنا إلى الطرق، وهي تطلق على طريقة النبي والخلفاء الراشدين من بعد.
- السنة في الاصطلاح: وتطلق على العديد من المعاني المختلفة، وهي عند الأصوليين أنها كل ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء قبل البعثة أو بعدها.
- السنة عند الفقهاء: هي النافلة أو الأشياء التي غير الفرائض أو غير الواجبات، وقيل أيضًا أنها هي الأشياء المشروعة، كالطلاق المشروع أو صلاة الوتر، وكانت وجهة نظر الفقهاء بالدخول تحت أقوال النبي وأفعال النبي، وبمعنى أدق فهي كل ما يشمل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: ما هو تعريف الفلسفة
حجية السنة النبوية
السنة النبوية هي أحد الأصول الإسلامية، ونستدل من خلالها على الأحكام الشرعية، ولا يجب إنكارها أو عدم الاخذ بها فهي الأساس في الدين، وهناك بعض الأشخاص لا يحجّون بالسنة ويقال عنهم “قرآنيون” فهم يقومون بالأخذ بالقرآن فقط وبعض الأحاديث الضعيفة، وقال الإمام الشاطبيّ عنهم “إنهم قومٌ لا خلاقَ لهم”.
ولا يجوز أخذ القرآن دون السنة، أو أخذ السنة دون القرآن، فكلاهما مرتبطان ببعضهم البعض، فالسنة مبينة لمجمل القرآن الكريم، فحجيّة السنّة ثابتة بالكتاب فقال الله تعالى: ” وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً”، فيجب اتباع سنة رسول الله فهي من العبادات المفروضة من الله تعالى.
اقرأ أيضًا: ما هو تعريف التوحيد وأقسامه
أدلّة السنّة النبوية
جميع الأدلّة التي تثبت السنة النبوية جاءت بوجوب الإيمان برسول الله تعالى وطاعته، وهي الله تعالى وحذّر ممن يبعد عن السنة وقال تعالى: ” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع الصحابة رضي الله عنهم: ” تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسَّكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه”، كما أكد لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الكتاب والسنة متلازمان حين قوله صلى الله عليه وسلم: ” ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه”؛ والتي استدل بها أنه لم ينزل على مُحَمَد شيءٌ مع القرآن الكريم، وقوله (إني أوتِيتُ) إن الله أتاه شيئًا مع القرآن ولم يأتِ شيئًا مع القرآن الكريم إلا السنّة النبوية
وأجمع العلماء أن السنّة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، حيث قال الله تعالى وأوجبنا على اتباع سنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال قوله تعالى: ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ”
اقرأ أيضًا: تعريف كلا من الإبداع والابتكار
أقسام السنّة النبوية
تقسم السنّة النبوية إلى سنة قولية وسنّة فعليّة، وتعريفهم كالتالي:
- السنة القولية: وهي التي وجدت عن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مصدر من مصادر التشريع، وحجية السنة النبوية أقوى تقريبًا من السنة الفعلية، حيث أن الأقوال الناطقة عن رسولنا الكريم فهي أقوال يجب العمل بها، أما السنة الفعلية فهي سنة مندوبة يمكن العمل بها للسير على نهج رسولنا الكريم واتباع ما كان قد يفعله أو يمكننا ألا نفعل ذلك، وأيضًا لأن الاعمال بالنيّات فالقول شيء ثابت أما الفعل سكون بالنوايا.
- السنة الفعلية: وهي الأفعال التي قام بها مُحَمّد صلى الله عليه وسلم، وهبها الأفعال التي تصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الطبيعة البشرية كالأكل والشرب والنوم، فهي ليست رسالة ولكن حب ما يحبّه النبي هو من الأشياء التي يحبّها نبي الله مُحَمّد.
ويمكن أن تكون هذه الأفعال من الخبرة التي اكتسبها صلى الله عليه وسلم، مثل التنظيم الخاص بالجيوش، وإدارة المعارك والحروب.
ويمكن أن تكون هذه الأفعال خاصة كالزواج من أربع والصيام المتواصل وهذه الأشياء لا يجب على كل مسلم فعلها، فافعلها إن استطعت وإن لم تستطع لا تفعل، بينما هناك أفعال تصدر عنه أوجبنا عليها الله تعالى وهي التي يجب أن نقوم بفعلها، مثل أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيًلا، وهو ما وصانا عليه نبيّنا الكريم وأوجبنا عليه الله تعالى فكل هؤلاء فرائض.
اختتمنا مقالنا والذي قمنا من خلاله بالتحدث عن السنة النبوية، وهي أحد أكثر الأمور الدينية الهامة، والتي يجب على كل مسلم مؤمن بالله وموحد به ومؤمن برسلِه أن يقوم باتباعها، لأنها جزاءً لا يتجزأ من الدين، فهي أحيانًا تكون مكمّلة للدين أو للفعل الإيماني، وأحيانًا تكون سبب في حصولك على ثواب عظيم.