ما حكم اعتزال الناس وهل هي صح أم لا
يرغب الكثير من الأفراد في التعرف على ما حكم اعتزال الناس، حيث إن اعتزال الناس يوجد لديه الكثير من الفضائل في حالة أحسن الإنسان استثمارها من أبرزها التفرغ للعبادة وأيضًا الابتعاد عن المعاصي، لذلك يساهم موقع منصتك في التعرف على أهمية اعتزال الناس وحكمها.
ما حكم اعتزال الناس
إن أكثر العلماء يرون أن الاختلاط بالناس مع التأكد من السلامة من الفتن أفضل وأكثر استحبابًا، لكن هناك بعض الطوائف الأخرى التي تفضل الاعتزال، ويرجع ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تم سؤاله عن المؤمنين أجاب:
“رجُلٌ يجاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ بنفسِهِ ومالِهِ ورجُلٌ يَعبُدُ اللَّهَ في شِعبٍ منَ الشِّعابِ قد كَفيَ النَّاسَ شرَّهُ” [الراوي: أبو سعيد الخدري].
الجدير بالذكر أن جمهور العلماء قالوا إن هذا الحديث جاء دليلًا على أنه في زمن الفتن والحروب أو فيمن لا يسلم الناس منه ولا يمكن الصبر على أذاهم، كما أن العلماء قالوا إن الأنبياء عليهم السلام أجمعين والتابعين والصالحين يخالطون الناس فيقومون بالحصول على منافع الاختلاط.
ومن بين تلك المنافع شهود الجنائز والجماعات وعيادة المرضى والكثير من الخيرات والأعمال التي تكون في حاجة إلى الجماعة والمراد بالشعب في الحديث الكهف الذي يعتزل الإنسان به ويعبد الله.
حيث إن الصبر والمخالطة على أذى الناس خير من الابتعاد والاعتزال عن الناس إلا في أحوال مخصوصة مثل الفتن والحروب وعدم الصبر على أذى الناس، إذ إنه حينها يكون الابتعاد عن الناس والعيش وحيدًا من كمال الإيمان.
اقرأ أيضًا: صفة صلاة الميت للمأموم كاملة وما حكم الجماعة في صلاة الجنازة
اقرأ أيضًا: ما حكم من فاتته ركعة من صلاة العيد؟ وهل يمكن تأخيرها؟ أحكام مهمة في صلاة العيد
أقوال السلف في اعتزال الناس
من خلال استكمال الوصول إلى معرفة ما حكم اعتزال الناس نشير إلى أنه هناك الكثير من الأقاويل من السلف الصالحين عن اعتزال الناس من أبرزها ما يلي:
- قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “خذوا بحظكم من العزلة“.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل، أحلاس البيوت جدد القلوب خُلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء، وتخفون على أهل الأرض“.
- قال أبو داود الطائي: “فر من الناس كما تفر من الأسد“.
- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “نعم صومعة المرء المسلم بيته، يكف لسانه وفرجه وبصره، وإياكم ومجالس الأسواق، فإنها تلهي وتلغي“.
- قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: “لوددت أن بيني وبين الناس باباً من حديد، لا يكلمني أحد ولا أكلمه حتى ألقى الله سبحانه“.
- قال أبو المهلهل: “أخذ بيدي سفيان الثوري وأخرجني إلى الجبانة، فاعتزلنا ناحية، فبكى ثم قال: يا أبا مهلهل، إن استعطت ألّا تخالط في زمانك أحداً فافعل“.
- قال عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: “ولا الجمعة والجماعة لبنيت في أعلى داري هذه بيتًا، فلم أخرج منه حتى أخرج إلى قبري“.
- قال وهيب بن الورد: “خالطت الناس خمسين سنة، فما وجدت رجلًا غفر لي ذنبًا فيما بيني وبينه، ولا وَصلني إذا قطعته، ولا سترَ على عورة، ولا أمِنته إذا غضب، فالاشتغال بهؤلاء حمق كبير“.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كل يوم وليلة تمر بك معافى في نفسك وأهلك ومالك، كرامة من الله، ونعمة لا تدري ما حَسَب ذلك، حتى يصيبك ما لا بد منه“.
- قال أويس القرني: “ما كنت أرى أن أحداً يعرف ربه فيأنس بغيره“.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزاني الغير متزوج
العزلة مستحبة في آخر الزمان وفساد الناس
قال العالم الكبير ابن باز رحمة الله عليه في آخر الزمان: “تستحب العزلة عند فساد آخر الزمان، وتغيّر الأحوال، وخوف الإنسان على نفسه من الفتن؛ فحينها يستحب له العزلة في شعبٍ من الشِّعاب، أو في قريةٍ من القرى”.
كما أنه أكمل قائلًا: “ليسلم من شرِّ الفتن، وكذلك إن خشي المسلم على دينه، ولم يتقبل منه أحد أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فحينئذٍ تكون العزلة خيرٌ له وأفضل، أما في باقي الأوقات والأحوال فالاختلاط أولى وأفضل“.
بعد الاطلاع على ما حكم اعتزال الناس نذكر أن العلماء اختلف في أي الأمرين أفضل العزلة أم الاختلاط ففضل بعض العلماء الاختلاط عن العزلة لكن بشرط أن ينجي الإنسان نفسه من الفتن والمعاصي، ورأى آخرون الاعتزال أفضل خاصةً في زمن الفتن.