ما هي أبرز أعمال أبو بكر الصديق فترة خلافته وأشهر صفاته
أبي بكر الصديق كان من أصحاب النبي، وكان من الصحابة رضي الله عنه، وأول من أسلم من الرجل، وكان أول صحابيّ، مكان أيضًا هو الأقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخاف على رسولنا الكريم كثيرًا ويحميه ويدافع عنه دائمًا، ومن خلال موقع منصتك سوف نتعرف على أبرز أعمال أبو بكر الصديق فترة خلافته وأشهر صفاته.
أبرز أعمال أبو بكر الصديق فترة خلافته
قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالكثير من الأعمال الهامة، ومن أهم الأعمال التي قام بها بعد توليه الخلافة:
1- الأمر بجمع القرآن الكريم
وقيل أنه جاء إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد حروب الردّة، وأخبره بضرورة جميع القرآن الكريم، وذلك بعد استشهاد الكثير من الصحابة وخوفًا من عمر أن يضيع القرآن بموت حافظيه، وكان أبو بكر الخليفة الأول في هذا الحين.
وحين شرح الله صدر أبو بكر بجمع القرآن، أمر زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمع القرآن كاملًا في مصحف واحد، وتمكّن زيد من فعل ذلك قبل وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد أخرج الإمام البخاري رضى الله عنه هذه القصة فقال: ” قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: إنَّ عُمَرَ أتَانِي فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بقُرَّاءِ القُرْآنِ، وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ بالمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وإنِّي أرَى أنْ تَأْمُرَ بجَمْعِ القُرْآنِ، قُلتُ لِعُمَرَ: كيفَ تَفْعَلُ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ عُمَرُ: هذا واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لذلكَ”.
أقرأ ايضًا: كم عدد أبواب المسجد النبوي وكم رقم باب الروضة
أقرأ ايضًا: نبذه عن أبي بكر الصديق مختصر
2- الفتوحات الإسلامية
قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرسال العديد من الجيوش للكثير من البلاد لكي يتم التوسع في الفتوحات الإسلامية، وجاءت هذه الفتوحات كالتالي:
- حروب الردة: وقد حرص أبي بكر الصديق على محاربة المرتدين عن الإسلام، وتثبيت المسلمين على دينهم، فأرسل الجيوش وكان على رأسهم وكان هو على رأسهم، وكان يقوم الصدّيق: ” والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه”، وأرسل أبي بكر الكثير من الجيوش إلى مناطق جزيرة المرتدين، كما حاربوا المرتدين الذين يتبعون مسيلمة الكذاب وقد قتل مسيلمة في هذه الحرب، وانتصر المسلمون في الحروب التي كانت بينهم وبين المرتدين، وبالفعل هناك الكثير من المرتدي قد عادوا إلى الإسلام.
- فتح بلاد الشام والعراق: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرسال الفاتحين شرقًا وغربًا بنفس الوقت بعد اغتنام فرصة الخلاف بين الروم والفرس، وكان على رأس جيوش منطقة الفرس خالد بن الوليد ومعه المثنى بن حارثة رضي الله عنهما، أما على جيوش منطقة الروم يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة (ثم أرسل دعمًا لهم بقيادة أبي عبيدة بن الجراح) رضي الله عنهم جميعًا، وكانت البلاد المستهدفة حينها (فلسطين – الأردن – دمشق – حمص)، وقد وقعت معركة اليرموك حينها بين الروم والمسلمين على رأسهم خالد بن الوليد، وجاء نبأ وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أثناء المعركة، وتوليّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة من بعده.
- تنظيم الدولة الإسلامية: فقد نظم أبي بكر رضي الله عنه الدولة الإسلامية في خلافته، فجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيًا على المسلمين، وولاه أمر بيت المال، كما قسم الدولة الإسلامية إلى ولايات؛ ووضع على كل ولاية أمير يقيم حدود الله تعالى ويأمر بالعدل ويؤمّ فيهم الصلوات، وحرص أبي بكر الصديق على استشارة كبار الصحابة بالأمور السياسية وأخذ الآراء بالشورى بينهم.
أقرأ ايضًا: ما هي نتائج الهجرة النبوية كاملة؟ .. دروس مستفادة من الهجرة النبوية
أشهر صفات أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق كان على رأس الصحابة، وكان أفضلهم، فهو كان أول من أسلم من الرجال، وحاز الصدّيق مكانة عظيمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان الأقرب له، وجاء الوصف الجسماني لأبي بكر الصديق بأنه: (أبيض البشرة – نحيف الجسم – له انحناء في ظهره – أنفه مرتفع ومحدوب وسطه – بارز الجبهة – له عينان غارزتان – خفيف شعر الوجه).
واتصف رضي الله عنه بالصدّيق لأنه كان مصدقًا دايمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشك في كلامه أبدًا، وكان رضي الله عنه يوقن كل اليقين بما جاء إلى رسولنا الكريم.
واشتهر أبو بكر برقة القلب وقوة الإيمان، فكان أكثر الناس رقة في قلبه، ويظهر ذلك في عبادته وصلاته وتلاوته للقرآن وخشوعه في العبادة، ودعَى النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: ” أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكْرٍ”، كما أكمل رسولنا الكريم في دعائه قائلًا: ” وأشدُّهم في دِينِ اللهِ عمَرُ، وأصْدَقُهم حياءً عُثمانُ، وأفضَلُهم عليٌّ، وأفرَضُهم زيدٌ. ولكلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ”.
وكان رضى الله عنه يتحلى بالشجاعة والعلم الغزير، كما أنه كان لديه صبر على الشدائد والثبات في المحن، وكان رضى الله عنه متواضعًا بشكل كبير، وكريمًا ومعروفًا بشدّة كرمه.