سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم وأسباب ومكان نزولها
إن تسمية سورة من القرآن باسم الإنسان دليل على أن مكانة الإنسان عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، نزلت قبل سورة القيامة فهي السورة والثلاثون في ترتيب القرآن، وعدد آياتها إحدى وثلاثون آية، وطبقًا للرسم العثماني فإن رقمها السادسة والسبعين، ومن خلال موقعنا منصتك سنتعرف على سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم وأسباب ومكان نزولها.
سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم وأسباب ومكان نزولها
لقد سميت سورة الإنسان بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى تحدث في بداية السورة عن الإنسان وعن خلقه، ولقد جاءت سورة الإنسان بالعديد من المواقف الإنسانية مثل موقف سيدنا علي بن أبي طالب عندما أطعم الفقير والمسكين والمشرك على الرغم من أنه كان من قوت يومه، وعدم رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملك الدنيا إنما يريد جزاء الأخرة، كما أن الله سبحانه وتعالى كان يصبر الرسول صلى الله عليه وسلم على كل الأحزان التي كان يراها من قريش.
أقرأ ايضًا: ما هي الدروس المستفادة من قصة أصحاب الجنة وفي أي سورة ذكرت
أسباب نزول سورة الإنسان
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى نزول سورة الإنسان سنتعرف عليها في التالي ذكره:
1- سبب نزول الآية الثامنة من سورة الإنسان
في أحد الأيام كان يعمل سيدنا علي بن أبي طالب في سقاية النخيل للصباح وكان ذلك مقابل مقدار من الشعير، فبعد أن انتهى من العمل وحصل على أجره قام بطحن ث لث الشعير ثم أخذها ليتوجه بها ليطعم منها أهل بيته، وعندما انهى أهل بيته من صنع الطعام ذهب إليهم أحد المساكين يطلب منها طعام فأطعموه، فقام سيدنا علي بن أبي طالب بطحن الثلث الثاني من الشعير و طلب من أهل بيته أن يقوموا بصنع طعام آخر بدلا من الأول، وحدث مثلما حدث ؤفي المرة الأولى عندما بدأوا في تناول الطعام دخل عليهم يتيم جائع يريد الطعام فسكبت له بكل حب ونفس راضية، وفي المرة الثالثة دخل عليهم أحد المشركين الذي كان من الأسرى وكان يتضور جوعًا فوضعوا له الطعام، على الرغم أن سيدنا علي تعب كثيرًا حتى حصل على الشعير وأراد أن يطعم أهل بيته إلا أنه لم يتحدث وعندما دخل عليه اليتيم والمسكين وحتى المشرك أطعمة، وكان هذا سبب نزول الآية الكريمة التي يقول فيها الله جل علاه ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”.
أقرأ ايضًا: ما هي مقاصد سورة السجدة .. فضل سورة السجدة
2- سبب نزول الآية العشرين
لقد روي عن ابن المنذر عن عكرمة أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه يجلس على أر على حصير الحصير ومصنوعة من الجريد، ولقد ظهر أثرها على جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ سيدنا عمر بن الخطاب يتذكر مُلك النجاشي وهرمز وملكه وكسرى وملكه، فبكى على حال النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما سأله عن بكائه قال تذكرت ملك اانجاشي وكسرى وهرمز، ولكن رسولنا الكريم أجابه بأنه يريد الآخرة ولا يريد ملك الدنيا، فنزل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا”.
أقرأ ايضًا: ما هي مضامين آيات سورة الحجرات .. أسباب نزول سورة الحجرات
3- سبب نزول الآية الرابعة والعشرين
عندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته فدعا أهله ولكن أقرب الناس إليه قاموا بتكذيبه، وقالوا عليه ساحر مجنون، وكل ما يقوله ما هو إلا شعر وأول من كذبه ورفض دعوته عمه أبي جهل، وكان يتعرض له بالأذى همو وامرأته حمالة الحطب فكانوا يضعون له الشوك في طريقه، ويلقون عليه القمامة، وفي أحد الأيام عندما رأى أبو جهل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم توعد له وقال له ” لئن رأيت محمد يصلي لأطأن عنقه، فنزل قوله تعالى ” فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا”
لقد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي قمنا فيه بالتعرف على سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم، ثم انتقلنا على سبب تسميتها بهذا الاسم، وأبرز المواقف التي قمنا بعرضها لنتعلم منها الكثير من الأشياء، منها الإيثار وحب ا لآخر، وأن الدنيا فانية ولم يبق إلا وجه الله سبحانه وتعالى ونعمل للآخرة