ما هو تحليل قصيدة المساء لخليل مطران .. شرح قصيدة المساء
تعتبر قصيدة المساء لخليل مطران من أهم القصائد التي جاءت في العصر الحديث حيث أنها من أمتع القصائد التي قام بها خليل مطران، حيث يمكننا التعرف على التحليل الخاص بقصيدة المساء، حيث اتبع الشاعر في هذه القصيدة النظام القيدم ببدأ بالبكاء على الأطلال، ومن خلال موقع منصتك سوف نقوم بعرض لكم التحليل الكامل للقصيدة.
قصيدة المساء والتعريف بالشاعر
كانت قصيدة المساء من القصائد التي قام بها خليل مطران الذي ولد في مدينة بعلبك البنانية في عام 1872م، حيث كان خليل مطران ينتمي إلى أسرة عربية كانت من عرق الغساسنة، كان خليل مطران لها العديد من التجارب الشعرية المتميزة، وهذا كان بسبب الموهبة التي لديه في الطفولة التي قفام بتنميها من خلال التجارب الشخصية الخاصة بها، حيث إنه كان شخصًا مثقفًا وشاعرًا موهوبًا يتميز بكثرة علمه وغزازة إنتاجه، حيث أنه كان من دعاه التجديد في العصور الحديثة في الشعر، وهذا قام بها من البداية الذي حاول إخراج الشعر إلى من الأغراض القديمة إلى أغراض أحدث مع التحفظ على اللغة والتعابير، حيث أنه تم تقلبيه بشاعر القطرين مصر ولبنان وذلك بسبب كثرة الأقامة في مصر وعمله في جريدة الأهرام ووافته المنية في مصر في عام 1949م.
أقرأ أيضًا: تحليل قصيدة نونية ابن زيدون كاملة .. والضمائر في نونية ابن زيدون
المناسبة الخاصة بكتابة خليل مطران للقصيدة
كانت قصيدة المساء قصيدة عظيمة رومانسي من حيث الشكل والمضمون، حيث خاض الشاعر تجربة حب فاشلة كان لها الأثر الأكبر في حياته فمرض في وقتها وتدهورت صحته وحالته، وقام بالذهاب إلى الإسكندرية من أجل الحصول على قسط من الراحة، ولكن تذكر هناك التجربة القاسية التي قام بالمرور بها فتضاعف الألم الجسدي به من فراق المحبوبة، فقام بتنظيم هذه القصيدة التي عبر فيها عن التجربة ومشاعر الألم والحزن الموجودة في نقسه نتيجة المرض والفراق.
أقرأ أيضًا: تحليل قصيدة صفي الدين الحلي في وصف الربيع مختصرة
تحليل قصيدة المساء الخاصة بخليل مطران
من أجل تحليل القصيدة الخاصة بخليل مطران علينا التعرف أنه قام ببناء القصيدة على بحر الكامل التي كان ينسجم مع الحالة النفسية الذي كان يمر بها الشاعر وطول معاناته حيث انه قام بتنظيم القصيدة إلى عدد من المقاطع الذي يعبر كل مقطع فيها على معنى مختلف:
شرح المقطع الأول من قصيدة المساء
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي ******مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا****فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى***وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ*****فِي حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ*****كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
بداية القصيدة في شكاء الشاعر من مرضه الجسدي الذي كان في قلبه وجسده، فكان على أمل أن هذا المرض سوف ينسيه الحب والشوق إلى محبوبته ولكن هذا المرض لم يقوم بفعل هذا الأمر ولكن بالعكس أزدادت آلامه وأحزانه، حيث أنه حس أن شئ ما يطبق على نفسه حيث ظل يعني من صعوبة في التنفس.
أقرأ أيضًا: تحليل قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
شرح المقطع الثاني:
تم تصوير في المقطع الثاني أن له عمرين تم تعذبيهما في سبيل محبوبته، وهما عمر الفناء بالفراق، وعمر الآبد المخلد بلقياها في الهناء، حيث أنه زاد في الشقاء والألم بسبب حب للمحبوبة. ومن أبيات القصيدة التي تمثل المقطع الثاني.
هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي*****مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي*****لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ*****بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
فغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ******أغْنَمْ كَذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ
المقطع الثالث من قصيدة المساء
قام الشاعر في المقطع الثالث بالأنتقال إلى وصف المحبوبة الخاصة به على أنها صفات من الصفات المحببة التي تتضمن أساسيات الحياة، حيث قام بوصفها على أنها النور الخارج من الكوكب، وكما هي أيضًا أصل الماء والزهرة الجميلة التي تقوم على منح السعادة على من يقوم باستنشاقها، ولكن يقوم الشاعر بذكر أن أنوار الكوكب بالضلالية مع وصف ماء المورد بأنه سراب خادع، مع عرض أن هذه الزهرة عبيرها سم زعاف، حيث قام الشاعر في المقطع الثالث من خلال بعض التعابير الفنية الرائعة من عرض صفات المحبوبة ونفيها، مع ذكر أن العاشق لا يمكنه أن يعيش أيامه بدون أن يقوم الزمن من تعكير صفوه، أنه لا يوجد مسمي للسعادة المطلقة وهي ضرب من الوهم ومن أبيات القصيدة التي مثلت المقطع الثالث:
يَا كَوْكَباً مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ****يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يا مَوْرِداً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ*****ظَمَأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا*****وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ
هَذا عِتَابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مُخْطِيءٌ****أَيُرَامُ سَعْدٌ فِي هَوَى حَسْنَاءِ
حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى****وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي*****أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
نِعْمَ الشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ*****مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء
في النهاية تعتبر قصيدة المساء من أهم القصائد التي مثلت حال الكثير من الشباب في هذه الحياة، حيث أنها من أمتع القصائد التي نظمها خليل مطران نظرًا لأحتوائها على الكثير المعاني الرائعة وأساليب البلاغة الرائعة.