ما هو مفهوم الحياة الدنيا في الاسلام .. الدنيا بالنسبة للآخرة
تعد الحياة الدنيا من المسائل المهم فهمها في حياتنا، حيث يمكننا الآن التعرف على مفهوم الحياة الدنيا في الإسلام، من خلال الآيات التي قام الله تعالي بذكرها في كتابه العزيز، مع التفسير الخاص ببعض الأئمة في أهل الفقة والدين، مع الدعوة للنظر والأخذ بتلك الآيات في الحياة، ومن خلال موقع منصتك سوف نقوم بالحديث عن المفهوم الخاصة بالحياة الدنيا في الإسلام.
مفهوم الحياة الدنيا في الإسلام
جاء مثال جميل للحياة الدنيا في القرآن الكريم، حيث كشف الله تعالي للإنسان عن الحقيقة الكاملة للدنيا وضرب فيها الأمثلة الدالة عن هذه الحياة في كتابه العزيز حين قال تعالي: { إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَالأَنعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ} ( سورة يونس/ الآية 21).
حيث قام الأمام السعدي في التفسير الخاص بهذه الآيات على أنها من أهم الآيات وأحسن الأمثلة في تمثيل الحياة الدنيا للإنسان، حيث أن هذه الآيات مطابقة تمامًا في لحال الدنيا، حيث أن الملذات والشهوات كلها وقتها قصير في هذه الحياة مهما طالت، حيث أن الإنسان الذي تعجبه الدنيا والشهوات الموجودة ما يلبث حتة تقوم بالزول عنه و هذا الوقت يكون الإنسان قد خسر الدنيا والآخرة، فيصبح صفر اليدين، ويكون في هذا الوقت مملتئ بالهم والحزن والحسرة.
والحياة الدنيا هي المثل الواضح للماء النازل من السماء، يقوم على إنبات كل الأصناف والألوان التي يقوم من خلالها الإنسان والأنعام من الأكل من الحبوب والثمار، حتة وأن قامت الآرض بالتزين, صارت بهجة للناظرين، وطمع فيها كل الأهل فيها باستمرارها على هذا الحال هكلت وصار وتبدل كل حالها من النعيم إلى الجحيم أو غير ذلك كأنها لم تكون يومًا على هذا الحال، فمن من الناس العاقلين يقوم بالتفكير في العمل من اجل البقاء في دار ليست باقية.
اقرأ أيضًا: سؤال وجواب للاذاعة المدرسية دينية سهلة أسئلة للاذاعة المدرسية صعبة جدا واجوبتها جديدة
اقرأ أيضًا: اسئلة دينية عن الانبياء سؤال وجواب عن القرآن والسنة والأنبياء والصحابة
مثل للحياة الدنيا في السنة النبوية
جاء مثل رائع أيضًا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله يقول: ” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بالسُّوقِ، دَاخِلًا مِن بَعْضِ العَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ، فَمَرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فأخَذَ بأُذُنِهِ، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أنَّ هذا له بدِرْهَمٍ؟ فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بشيءٍ، وَما نَصْنَعُ بهِ؟ قالَ: أَتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ؟ قالوا: وَاللَّهِ لو كانَ حَيًّا، كانَ عَيْبًا فِيهِ، لأنَّهُ أَسَكُّ، فَكيفَ وَهو مَيِّتٌ؟ فَقالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ علَى اللهِ، مِن هذا علَيْكُم. غيرَ أنَّ في حَديثِ الثَّقَفِيِّ: فلوْ كانَ حَيًّا كانَ هذا السَّكَكُ به عَيْبًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والتفسير الذي قاله جابر بن عبد الله أنه عندما مر رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، في السوق وداهل بعض العالية والناس من جانبيهن مر بجدي أسك مقطوع الأذنين، فقام بأخذ الجدي وقام بتناوله ومسك بأذنه قم النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الناس من يريد الأذن، فأجاب الناس، ما أحد يرغب فيه وهو حي فكيف هو وهو ميت، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالرد، وأخبره أن الدنيا أهون عند الله من هذه الجيفة أو الميتة عليكم.
قام رسول الله بالموازن بين إعمار الأرض والعمل حتي ولو قامت القيامة، فإن على كل إنسان العمل والزرع، لأنه مأجور ويثاب عليه من رب العالمين.
اقرأ أيضًا: اصعب لغز مع الحل قصير سؤال صعب جدا للاذكياء
الدنيا بالنسبة للآخرة
قيام النبي صلى الله عليه وسلم أن الدنيا بالنسبة للآخرة مثل المسافر الذي يظلل بظل من شجرة ساعة من النهار، والله سبحانه وتعالي إذا حب أحد من عباده حماه من الدنيا وباعد بينه وبين زخرف الدنيا ومتاعها، والانغماس فيها والإنشغال بها، والدنيا في النهاية مثل الذي يضع إصبعه في اليم، حيث تكون النسبة الخاصة بالدنيا إلى الآخرة هي نسبة العلقة من اليم.
في النهاية قمنا بعرض عليكم في هذا المقال، بعض من الأمثلة الخاصة بالحياة الدنيا في القرآن الكريم، مع ذكر تفسيره من خلال الأمام السعدي رضي الله عنه، مع عرض مثال آخر من السنة جاء على ذكر جابر بن عبد الله والذي قام أيضًا بتفسيره، مع ذكر الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة.